جماعة ابحار الادبية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

جماعة ابحار الادبية

واحـةالأدب العربي التي تحتضن كل مشارب الفكر والابداع مستهدفة إرساء قيم الحريةوالحق والخير والجمال دون إسفاف أو ابتذال . من أبناء بورسعيد الى مصر والعالم العربي..
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 دليل مشرف الأيتام .. ج 2 مراجعة وتقديم أ / عبده العباسي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبده العباسي




عدد الرسائل : 14
تاريخ التسجيل : 03/02/2010

دليل مشرف الأيتام .. ج 2   مراجعة وتقديم  أ / عبده العباسي Empty
مُساهمةموضوع: دليل مشرف الأيتام .. ج 2 مراجعة وتقديم أ / عبده العباسي   دليل مشرف الأيتام .. ج 2   مراجعة وتقديم  أ / عبده العباسي Icon_minitimeالخميس أغسطس 05, 2010 2:49 pm












دليل مشرف الأيتام
الجزء الثاني







المـقابلة


تعريف المقابلة

هى اجتماع شخصين أو أكثر وجها لوجه للمداولة فى موضوع يهمهم وهى وسيلة للتعرف على الاشخاص مهما كانت الدوافع لهذا التعرف وقديما كانت الخدمه الاجتماعية فيها مجرد احسان ، حيث كان المحسن يقابل المحتاج ليستمع لشكواه حتى يقتنع بالمساعدة ، فالمقابلة اذا وسيله الغاية منها هى قياس الظروف التى يمر بها الفرد أو التاثير على هذا الفرد فى أمر من الامور .

أهمية المقابلة

المقابلة هى البيئه التى تنمو فيها العلاقة المهنية التى تعتبر مجال التفاعل بين اليتيم ومشرف الايتام .

1. تعتبر المقابلة فى العمل مع الايتام هى الاسلوب المهنى الذى يشعر اليتيم باهتمام مشرف الايتام به والتركيز عليه .

2. تساعد على دراسة شخصية اليتيم ومشكلته وانفعالاته .

3. يتم اثناء المقابلات تكوين العلاقة المهنية بين اليتيم ومشرف الايتام أى أن التفاعلات التى نهدف اليها فى العمل مع الايتام لمساعدة اليتيم على النضج الاجتماعى تتم جميعها عن طريق المقابلات .

4. تعتبر المقابلة وسيلة تقديم الخدمات لليتيم فعن طريق المقابلة يتم التعرف على احتياجات اليتيم وتتحدد الخدمات اللازمه له لعلاج مشكلته .

5. تعتبر المقابلة وسيله تقديم الخدمات التى تستطيع أن تقدمها اللجنة لليتيم ، فالمقابلة فى مجال العمل مع الايتام هى الاجتماع وجها لوجه بين المشرف واليتيم أو مع أحد الاشخاص المرتبطين بموضوع اليتيم أو مشكلته فى مكان ملائم يتصل بموضوع المشكلة .





أنواع المقابلات

(أ) تقسيمات من حيث العدد :ـ

ويمكن تقسيمها الى قسمين رئيسين :ـ

1. المقابلة الفردية :ـ

ويتم هذا النوع من المقابلات بين مشرف الايتام واليتيم او أحد أفراد اسرته او أحد المتصلين بالمشكلة على انفراد .

2. مقابلات جماعية

وهى المقابلة التى يشترك فيها أكثر من فرد فى مقابله مشرف الايتام كالمقابلة بين اليتيم وافراد اسرته او مدرسيه ، ومثل هذه المقابلات تستلزم الحرص الشديد من طرف مشرف الايتام على عدم التحيز اثناء المناقشة الى احد افراد الجماعة ، بل يجب عليه أن يقود المناقشة قيادة منطقية تساعد الجميع على استجلاء الموقف بوضوح .

المقابلةالاولى :ـ ويمكن تحديد اهداف المقابلة الاولى بالنواحى الآتيه :ـ

(أ) تعرف مشرف الايتام على اليتيم

1. يشمل تعرفه على شخصية اليتيم وميوله واتجاهاته .

2. استعداده للتعاون .

3. نوع التوترات التى يعانى منها اليتيم والعمل على تخفيفها .

(ب) تعرف مشرف الايتام على الموقف ويشمل النواحى الآتيه

1. نوع المشكلة وطبيعتها .

2. كيف نشأت المشكلة .

3. وجهة نظر اليتيم فى الموقف .

4. الجهود التى بذلها اليتيم لعلاج الموقف .

5. التشخيص المبدئي للمشكلة .

(ج) تعرف اليتيم على مشرف الايتام :ـ

1 . شخص مشرف الايتام الذى يتعامل معه فى اللجنة .

2 . نظام العمل باللجنة .

3 . المسئوليات التى يحددها مشرف الايتام .

4 . خدمات اللجنة وشروطها .

تقدم اليتيم للجنة فيه معنى التلهف على علاج مشكلته ،واطالة الفترة بين تقديمه الطلب وبين اخباره بالموافقة على تلبية طلبه يهبط من همة اليتيم ، ويجعله اقل حماسا فى الفترة التى اتخذ فيها القرار الامر الذى يصعب فيه التعامل مع اليتيم وتحقيق أهداف اللجنة ، واطالة المدة تجعل اليتيم يتردد عدة مرات على اللجنة نتيجه قلقه ومحاولة بذل الوساطات خاصة المساعدات الاقتصادية ، وجميع هذه المشاعر الناشئة عن اطالة الفترة مابين تقديم الطلب وتحديد موعد مقابلة اليتيم سيكون لها اثرها فى صعوبة تكوين العلاقة بين المشرف واليتيم ، ولذلك يجب عند استقبال المشرف لطلب اليتيم أن يقوم بتحديد موعد المقابلة القادمه له فى فترة تسمح له بدراسة طلب اليتيم وأن يلتزم بالموعد الذى حدده لليتيم ومكان المقابلة .



(د) يجب أن تتم المقابلة الاولى فى اللجنة :ـ

تعتبر اللجنة هى المكان الرئيسى للمقابلات وأن المقابلات خارج اللجنة فى أماكن تتعلق بالموقف كالمنزل أو المدرسة لغرض معين وهناك بعض المؤسسات الاجتماعية تبدأ العمل بزيارة منزلية دون اخطار اليتيم ويترتب على ذلك متاعب متعددة منها :ـ

1. أن مشرف الايتام الذى يبدأ اتصالاته باليتيم فى المنزل يترتب عليه بعض مواقف حرجة اذا قد يثير شك أهل المنزل والجيران بسؤاله عن اليتيم ، وقد يشعر اليتيم بالعار فيهرب من المشرف وينكر نفسه مما يجعل الزيارة فاشلة لاتحقق الغرض منها.

2. قد يكون الموعد الذى توجه فيه المشرف لليتيم وقت غير مناسب لليتيم ، الامر الذى يؤدى الى احراج اليتيم وعدم استعداده لمقابلته ، يسبب اضطراب المقابلة التى قصد اليها مشرف الايتام أو يشعر اليتيم بأن المشرف يتجسس عليه .

3. اذا قام مشرف الايتام بزيارة اليتيم قبل أن يتعرف عليه فى اللجنة ، قد لايعرف طريق الوصول بسبب عدم التوضيح الكافى للعنوان .

هذه بعض الاسباب التى تحتم أن تكون المقابلة الاولى باللجنة ، حيث يتعرف المشرف على شخصية اليتيم ويتعرف اليتيم على شخص المشرف .



ـ التوترات التى تصاحب تقدم اليتيم للجنة

يصاحب المقابلة الاولى الكثير من التوترات التى يعانى منها الايتام عادة ، فمهما كانت مشكلة اليتيم فان التجائه للجنة تسليم منه بالفشل فى تناول اموره بنفسه ، وهذا يدفع نفسه الاحساس بالقلة لأنه يختلف عن غيره من الاشخاص العاديين الذين يتناولون امرهم بأنفسهم دون الحاجة للمساعدات الخارجية كما يعتبر تقدم اليتيم بطلب المساعدة من اللجنة خبره جديدة يمر بها ، والخبرة الجديدة تكون مصحوبة بالقلق عادة كماأن الخبرة الجديدة تدفعهم للشعور بأن جميع الانظار مركزه عليهم ، فيجدون صعوبة فى الدخول للجنة ويخشون الجلوس فى اماكن الانتظار وما الى ذلك من العوامل التى تؤثر عليهم وعلى انفعالاتهم ، وقد يقع اليتيم تحت توتر ناشىء عن شعوره بالظلم فى المجتمع ، فتظهر لديه بعض الميول العدوانية تجاه اللجنة ونظمها وخاصة اذا طالت المدة مابين تقديمه للطلب وبين تحديد موعد المقابلة كل هذه التوترات والكثير غيرها يظهر فى المقابلة الاولى ، ولذلك يجب أن يهتم مشرف الايتام بمحاولة التخفيف من هذه التوترات ويشعر اليتيم باهتمامه به وبمشكلته ،فاليتيم فى حاجة الى الشعور بالامن ويجب أن يكون مشرف الايتام مصدر الامن له باشعاره بأنه يتفهم حقيقة شعوره ويقدره حق تقديره .

التعرف على شخصية اليتيم :ـ

يهتم مشرف الايتام بالتعرف على شخصية اليتيم فيحاول أن يفهم ميوله واتجاهاته ، فيهتم بشخص اليتيم محاولا أن يشعر اليتيم بالثقة به حتى يستطيع اليتيم أن يتحدث بسهولة معبرا عن نفسه ، ليسهل على مشرف الايتام أن يتفهم جوانب القوة والضعف فى هذه الشخصية لمعرفة مدى استعداد اليتيم للتعاون معه فى سبيل تحقيق اهداف اللجنة .

دراسة الموقف

يقصد بدراسة الموقف دراسة مبدئيه للمشكلة كما يراها اليتيم من وجهة نظره ، فاليتيم هو الذى يعانى من المشكلة ولذلك فهو لديه فكرة من وجهة نظره قد تكونت عن اسبابها ، وعادة يشكو الايتام من اعراض ظاهرية فى المشكلة ويجب على مشرف الايتام ألا يتعمق تعمقا شديدا فى دراسة اسباب المشكلة فى المقابلة الاولى، بل يكتفى بأن يدرس الاسباب الظاهرة لأن التعمق فى الاسباب والمسببات المتوالية يدفع اليتيم للحذر الشديد مما يغلق على مشرف الايتام فرصة استرساله فى الحديث ، كما قد يسبب له احساسا بالذنب اذا تحدث كثيرا عن شئون تتصل بمشكلته فى المقابلة الاولى .

يجب على مشرف الايتام أن يبتعد عن الاسئلة المباشرة فى المقابلة الاولى أو الاكثار من الاسئلة ،لأن كثيرا من الايتام تكون لديهم فكرة عن أن اللجنة تستجوب اليتيم ويظل اليتيم منتظرا حتى يوجه المشرف اليه

الحديث ثم يجيب على قدر السؤال ، وقد يرجع صمت الايتام فى كثير من الاحيان واقتضابهم فى الحديث الى شعور بالخجل أو العار كما سبق أن أوضحنا وتخفيف التوتر عند اليتيم يساعده على أن يتحدث بحرية أكثر حول مشكلته ، وعلى ضوء هذه الدراسة المبدئيه يستطيع مشرف الايتام أن يكون تشخيصا مبدئيا والحصول على المعلومات التى يريدها دون أن يشعر اليتيم بذلك .



تطبيق شروط اللجنة

على ضوء تفهم مشرف الايتام لشخصية اليتيم والمشكلة يمكن أن يحدد مدى انطباق شروط اللجنة على اليتيم ، ولابد للوصول الى ذلك من مناقشة اليتيم فيما يتوقعه من جانب اللجنة ، وقد يتقدم اليتيم للجنة وقد كون رأيا عن نوع الخدمات التى يرغب فى الحصول عليها منها ، تخالف ما وصل اليه مشرف الايتام فى المقابلة ولذلك فان مشرف الايتام يجب أن يحدد لليتيم الحقائق التى وصل اليها معه ، وقد تف الدراسة المبدئيه عن عدم استحقاق اليتيم لخدمات اللجنة لعدم انطباق الشروط ، ولذلك يجب على مشرف الايتام أن يكون واضحا وصريحا مع اليتيم فى عدم انطباق الشروط عليه ، وعند ذلك يجب أن يكون شرح مشرف الايتام للموقف بطريقة مقبولة حتى ينصرف اليتيم وهو مقتنع بعدم احقيته فى خدمات اللجنة ، لأن الوضوح هو الذى يساعد اليتيم على الثقة فى صحة حديث مشرف الايتام واللجنه التى يعمل بها .

شرح خدمات ونظام العمل باللجنة والمسئوليات التى تقع على عاتق اليتيم :ـ

لما كان مشرف الايتام هو الممثل للجنة فى التعامل مع اليتيم فأنه هو المسئول على تعريف نفسه لليتيم ونوع الخدمات ونظام العمل بها والمسئوليات التى عليه أن يتحملها ، فمن الهام جدا أن يتعرف اليتيم على الاوضاع فى اللجنة التى تلقى الضوء أمامه على معالم الطريق الذى سيسير فيه فى علاقاته بها ولذلك

يجب أن يكون شرح أهداف اللجنة وخدماتها اذا وجد مشرف الايتام أن الظرف أصبح ملائما وأن اليتيم مستعد للاستماع والمعرفة نتيجة عرضه موقفا معينا لايدرى كيف تساعده اللجنة ، وأن شرح خدمات اللجنة من اللحظة الاولى للمقابلة يساعد على التنبيه الى وجود مشاكل اخرى لديه غير المشكلة التى تشغل بؤرة اهتمامه ، وأن هذه المشاكل يدخل علاجها فى نطاق عمل اللجنة واستجابة الايتام لشروط اللجنة تختلف من فرد الى اخر فقد يقابلها البعض بالمعارضة الصريحة كأن يشرح مشرف الايتام لليتيم أن من شروط اللجنة تقديم المستندات أو قيام مشرف الايتام بالاتصال ببعض مصادر المعلومات أو بأسره اليتيم وما شابه ذلك ، فيشعر بالحرج منها ويصارح المشرف بذلك بينما بعض الاشخاص الاخرين يبيتون فى نفوسهم عدم الرغبة فى التعامل مع اللجنة واستيضاح مشرف الايتام لأثر شرحه لشروط اللجنة ونظام العمل وخدماتها ، يساعدهم على التعبير عما فى نفوسهم ووقوف مشرف الايتام على رد الفعل عند الايتام

يتيح له الفرصة لشرح أهمية هذه الاجراءات والشروط والخدمات مما يساعد على الاقلال من مقاومة اليتيم للموقف وتقع على مسئولية مشرف الايتام مهمة تنبيه واستنارة للتعاون مع اللجنة فى ظل نظامها .







أساليب المقابلـــــــــــــــة

للمقابلة اساليب خاصة يتبعها مشرف الايتام بمهارة لانجاح المقابلة وتعتبر هذه الاساليب هى العنصر الفعال فى العمل مع اليتيم ، فالمقابلة كما سبق ان اشرنا هى الوسط الذى تتم فيه جميع عمليات خدمة اليتيم ويمكن تحديد المقابلة فى النواحى الاتية ـ

1 ـ الملاحظــــــة .

2 ـ الاســــــتماع .

3 ـ الاستفهام والاســـئلة .

4 ـ توجـــــيه المناقشة .

5 ـ اتـــخاذ القـــــرارات .



اولا : الملاحظـــــــــــة

الملاحظة فى المقابلة تعبر عن القوى التى يستخدمها مشرف الايتام فى دراسة اليتيم من حيث مظهره وسلوكه وتفكيره من اللحظة التى تبدا فيها المقابلة الى اللحظة التى تنتهى فيها .

وليس المعنى المقصود بالملاحظة هو الناحية الوصفية المحضه ولكن على مشرف الايتام بما اوتى من علم وخبرة ومهارة ان يفهم الدوافع لكل سلوك غير طبيعى لليتيم ، فمثلا قد يظهر التردد والاضطراب على اليتيم الذى ياتى الى اللجنة وقد يكون هذا سلوكا طبيعيا ناشئا عن حالة الخوف من انه لم يقابل مقابلة حسنة ، ولكن اليتيم الذى يعجز عن النطق امام مشرف الايتام او الذى تاخذه نوبة من الغضب لسبب غير ظاهر فى هذه المواقف يستدعى من مشرف الايتام ملاحظة خاصة لفهم الدوافع التى ادت الى هذا السلوك .



* الملاحظة تساعد فى الحكم على الموقف :ـ

ان ملاحظة مشرف الايتام لشكل اليتيم ومظهره تساعد الى حد كبير على الموقف ولانقول انها الدليل القوى على هذا الحكم ، فهى تساعد على وضع فروض تشخيصية يسعى مشرف الايتام لتحقيق صحتها من عدمه .

فمثلا ملاحظة مشرف الايتام على مظهر اليتيم من حيث الملابس قد يعطى فكرة عن المستوى الاقتصادى لليتيم ولكن يجب الايكون الدليل الوحيد على فقره مثلا او يسره ، وانما يساعد اذا ظهر من القرائن والادلة مايؤيد هذا الراى ، كما ان الحكم على صحة اليتيم بصفة عامة مما يبدو عليه من ضعف او هزال قد يساعد على الحكم على الموقف الذى يعانى منه اليتيم وملاحظة مشرف الايتام يجب ان تنصب على الجوانب البارزة ذات الدلالة فى مظهر اليتيم وفى سلوكه وفى طريقة تفكيره حتى يستطيع ان يكون رأيا حول موقف اليتيم.

* الملاحظة تعطى تفسيرا للموقف :ـ

ان فهم مدلول اقوال المعيل عن اليتيم لاتظهر بوضوح الا اذا كانت مصحوبة بما يرتبط بها من انفعالات ، فمثلا المعيل الذى يتحدث عن علاقته باليتيم ويقول انه فاسد ويصدر هذا القول بهدوء ودون انفعال يختلف عن المعيل الذى يظهر عليه مظاهر الغضب ومظاهر الالم لنفس هذا القول ، كما يختلف عن اليتيم الذى يقرر نفس هذا الحديث بحالة من الياس الواضح من نبرات صوته .

فالاول قد لايكون مهتما كثيرا بشان اليتيم بينما الثانى قد يدل انفعاله على قلقه الشديد على مصير اليتيم والثالث قد يفهم من نبرات صوته انه بذل اقصى مايستطيع وانه يستنجد بمشرف الايتام لمساعدته وبذلك يستطيع مشرف الايتام ان يصل الى تفسير لبعض الاتجاهات عند كل من المعيل واليتيم .

وسنوضح فيما يلى العمليات الفنية التى يجب ان يراعيها مشرف الايتام بالنسبة للملاحظة اثناء المقابلة .



اولا : ملاحظة سلوك كل من اليتيم أوالمعيل اثناء المقابلة :ـ

يجب ان يهتم مشرف الايتام اثناء المقابلة بملاحظة عادات كل من اليتيم او المعيل التى تظهر ، فبعض الايتام والمعيل تظهر لديهم عادات ، قد تكون مرتبطة بنوع مشاكلهم التى يعانون منها كالتوتر العصبى والقلق الشديد الذى يلازمهم طوال المقابلة دون دافع ظاهر لهذا السلوك اى انه جزء من نمط حياتهم ولذلك يجب ان يفرق مشرف الايتام بين ماهو عادة عند المعيل او اليتيم وبين السلوك الوقتى الذى ينشا عن انفعال كل منهم تجاه موقف معين .

وفيما يلى امثلة لهذه الانواع من السلوك :ـ

1ـ قد يكون من المعقول ان يحاول اليتيم او المعيل قول بعض الادعاءات لمحاولة التاثير على مشرف الايتام ، فااذا كان الموقف لايستدعى ذلك فان مثل هذا الادعاء يفسر على انه نمط سلوكى عند اليتيم او المعيل .

وقد يحاول اليتيم او المعيل التأثير على مشرف الايتام باظهار الاستكانة والذلة ويلاحظ ان ذلك اسلوب اغلب المستفيدين من خدمات اللجان الخيرية التى تقدم مساعدات اقتصادية ، وعلى ماتقدم يجب على مشرف الايتام ان يلاحظ انفعالات اليتيم والمعيل ودرجة ارتباطها بالموقف .

2 ـ ميل اليتيم او المعيل للتواكل على مشرف الايتام :ـ وهذا الميل عادة قد يرجع الى عدم ثقة المعيل او اليتيم بنفسه ، وقد يرجع فى احيان اخرى الى ان الجهود التى بذلها اليتيم او المعيل استنفذت مالديهم من طاقة.

3 ـ تملق مشرف الايتام :ـ كثيرا مايواجه مشرف الايتام ان بعض الايتام يميلون لتملقه بموافقته سريعا على كل مايقول او ابداء اعجابهم الشديد دون مناسبة ، وقد يرجع ذلك الى ان اليتيم و المعيل قد تعود فىحياته على مثل هذا السلوك او انه يحاول التاثير على مشرف الايتام ليسرع فى علاج الموقف وتقديم المساعدة .

4 ـ المقاومة :ـ كثيرا ماتظهر انواع من المقاومة فى سلوك اليتيم فى المقابلة كالتهرب من الحديث او عدم الاجابة بوضوح على مشرف الايتام او الحذر الشديد تجاه مايقوله او التشكك فى قيمة خدمات اللجنة او فى اقتراحات مشرف الايتام او قد تظهر المقاومة على شكل عدم المحافظة على مواعيد المقابلات وما الى ذلك من صور مختلفة للمقاومة .



وقد ترجع مقاومة اليتيم الى ثلاثة جوانب هامة هى :ـ

( أ ) شخصية اليتيم :ـ

كعدم استعداد اليتيم للتعاون مع مشرف الايتام بسبب عدم فهم اليتيم لنظام العمل باللجنة ومدلول الخطوات المطلوبة منه ، او قد تعود المقاومة الى عدم ثقة اليتيم فى اللجنة او عدم ثقته فى مشرف الايتام كمصدر للمساعدات .

(ب) اسباب ترجع للموقف :ـ

كأن يشعر اليتيم ان الموقف يشتمل على جوانب تسىء اليه او يحس معها بالعار اذا انكشفت امام مشرف الايتام ، كما ان تضخم المشكلة فى نظر اليتيم فى بعض الاحيان يشعره بالياس من قدرة مشرف الايتام على علاجها فلا يحس فى نفسه بدافع للحديث المستفيض بشانها لشعوره بان المحاولة التى يبذلها محاولة يائسة .

( ج ) اسباب ترجع الى مشرف الايتام :ـ

ترجع عادة بعض اسباب المقاومة الى اسلوب مشرف الايتام منها :ـ

* تحيز مشرف الايتام لفكرة معينة يعتقد فى صحتها ويتحيز لها ويتمسك بها ويحاول الضغط على اليتيم لاتباعها.

* عدم اهتمام مشرف الايتام بالانصات لليتيم او مقاطعته كثيرا اثناء حديثه تعتبر دافعا قويا لظهور المقاومة عند اليتيم .

* قد تظهر المقاومة عند اليتيم نتيجة نقد مشرف الايتام او عدم تقبله له او توجيه بعض الاتهامات له .

* يعتبر عدم تناسق الخدمات مع حاجة اليتيم او بطء توصيل هذه الخدمات اليه عاملا من عوامل ظهور المقاومة عنده .



ثانيا : ملاحظة النواحى الذاتية والموضوعية :ـ

النواحى الذاتية هى التعبيرات المختلفة التى يستخدمها اليتيم لعدم اظهار النواحى الموضوعية واليتيم عادة يغلف الحقائق الموضوعية بانفعالاته واتجاهاته الذاتية وكى يستطيع مشرف الايتام علاج الموقف يجب ان يكون قادرا على التفريق بين الحقيقة الموضوعية وبين الصورة الداخلية التى يعكسها اليتيم نتيجة استجابته لهذه الحقيقة

الموضوعية وتظهر عادة النواحى الذاتية بتعبيرات مختلفة تصدر عن اليتيم اما باشارات او انفعالات تظهر على وجهه او فى شكل انخراط فى البكاء او التعبير عن الياس وتفيد ملاحظة النواحى الذاتية والموضوعية فى معرفة اتجاهات اليتيم نحو الموقف وتساعد على تفسيره والحكم عليه كما انها تفيد عند تنفيذ الخطة العلاجية لمشرف الايتام بتخليص اليتيم من هذه النواحى الذاتية .



ثالثا : ملاحظة تفكير اليتيم :ـ

اليتيم عندما يعبر عن رأيه يكون ذلك نتيجة تفاعل شخصيته مع الموقف الذى يعانى منه وملاحظة تفكير اليتيم تساعد على تفسير المشكلة كما تساعد على فهم شخصيته ، ولذلك يجب على مشرف الايتام متابعة العمليات العقلية التى تصدر عن اليتيم ، ومن الجوانب الهامة التى يجب ان يلاحظها مشرف الايتام هى :ـ



( أ ) التسلسل فى الحديث

يعتبر التسلسل فى الحديث دليلا على وضوح الموقف فى ذهن اليتيم وهذا يساعد مشرف الايتام على سرعة فهم الدوافع التى يعانى منها اليتيم ، ولكن قد يقابل مشرف الايتام بعض الايتام الذين يعانون من الارتباك فى بعض مواقف خاصة وهذا الارتباك قد يكون له مدلولا خاصا بالنسبة للموقف فاليتيم الذى يرتبك عند نقطة معينة قد يرجع ارتباكه الى عدم صدقه فى الحديث حول هذه الناحية ، او يرجع ارتباكه مثلا الى الاحساس بالعار عن الموقف الذى يتحدث عنه .

وملاحظة الجوانب التى يرتبك فيها اليتيم تساعد مشرف الايتام على فهم المناطق ذات الاهمية وبالتالى يسهل عليه مساعدة اليتيم .



( ب) التناقض فى الحديث

يجب على مشرف الايتام ملاحظة التناقض فى حديث اليتيم او المعيل وليس معنى هذا ان يواجه مباشرة بهذا التناقض ، والتناقض معناه عدم صحة احد الجانبين على الاقل او قد يكون التناقض دليلا على عدم صحة الجانبين مطلقا والتناقض فى الحديث مظهر من مظاهر الحيل الدفاعية التى يتهرب بها اليتيم من مواجهة الموقف

( ج ) ملاحظة مناطق الاطراق والصمت :ـ

يعتبر اطراق اليتيم او صمته اثناء الحديث مظهرا من مظاهر عدم القدرة عن التعبير عما فى نفسه وقد يرجع هذا الاطراق او الصمت الى عدة عوامل تختلف فى المواقف المختلفة منها :ـ

1 ـ يطرق اليتيم فى بعض الاحيان لاستجماع افكاره وتعتبر هذه الفترة بالنسبة له هامة اثناء المقابلة حتى يستطيع ان يختار الموضوعات التى يتحدث عنها وتساعده على التركيز فى مشكلته .

2 ـ قد يطرق اليتيم او يصمت نتيجة خجله من البيانات التى سيدلى بها او خوفه من ان ماسيقوله سيكون موضع نقد او عدم تصديق من مشرف الايتام .

3 ـ قد يطرق اليتيم فى بعض الاحيان لانه يشعر بانه قد وضح الموقف لمشرف الايتام بالدرجة الكافية او ان المشرف ادعى بانه قد فهم الموقف فصمت اليتيم .

4 ـ يكون اطراق اليتيم فى بعض الاحيان راجعا لانفعال شديد كالحزن الذى يصاحب موقفا من المواقف فيستغرق فى هذا الانفعال وينسى للحظات وجوده مع مشرف الايتام .

** وهناك عوامل كثيرة تكون سببا لاطراق اليتيم وفى جميع الحالات تعتبر فترة الصمت والاطراق من الفترات الهامة فى المقابلة والتى يجب ان يلاحظها مشرف الايتام لاتمام عملية التفاعل ولذلك يجب ان يحترم

هذه اللحظات من الاطراق والصمت ، حتى اذا طالت عليه ان يشجع اليتيم باشعاره بتقديره لموقفه وابداء الاهتمام الشديد به ، ويلاحظ كلما توثقت العلاقة المهنية سهل على مشرف الايتام معالجة مواقف الاطراق بسهولة .



( د ) ملاحظة التهرب من الحديث

يلاحظ فى بعض الاحيان ان اليتيم يتهرب من الحديث فى مواقف معينة وملاحظة مشرف الايتام لهذا التهرب تساعده على تفهم الجوانب التى يقاوم فيها اليتيم نتيجة عوامل خاصة فقد يتهرب اليتيم من الحديث حول موقف من المواقف نتيجة الالم الذى يرتبط بهذا الموقف ، قد يتهرب اليتيم من الحديث حول مناطق معينة خشية اكتشاف مشرف الايتام لبعض الحقائق التى تسقط حقه فى خدمات اللجنة .



( هـ ) ملاحظة ان اليتيم قد يعرض مشكلة غير مشكلته الاساسية

وقد يلجأ اليتيم لمثل هذا الاسلوب عادة لعدم قدرته على مواجهة الموقف بشجاعة فيعرض مشكلة ثانوية يمكن ان تتقبلها اللجنة وفى مثل هذه الحالات يجب ان يساعده مشرف الايتام على التطرق الى موضوع المشكلة الاصلية .

( و ) ملاحظة خروج اليتيم عن الحديث فى موضوع المشكلة

يلاحظ ان بعض الايتام يتهربون فى موقف ما بالتحدث فى موضوعات عامة او خارج موضوع المشكلة بقصد صرف نظر مشرف الايتام عن الموضوع الاصلى الذى لايستطيعون مواجهته ومثل هذا الموقف يتطلب من مشرف الايتام فهم الدوافع التى ادت باليتيم الى هذا الخروج فى الحديث وعلى ضوء فهمه لهذه الدوافع يجب ان يعمل على توجيه الحديث وتركيزه على المشاكل القائمة بلباقة ودقة .





( ى ) ملاحظة ان اليتيم قد يلحق مشكلته الى شخص اخر :ـ

بعض الايتام الذين يودون استشارة مشرف الايتام فى موضوعات غير واثقين من ان مشرف الايتام سيساعد فيها ولذلك فهم ينسبون المشكلة الى اشخاص اخرين ويطلبون راى المشرف فى الموقف فى الوقت الذى يعانون هم انفسهم من هذا الموقف ، وقد يرجع التجائهم الى مثل هذا الاسلوب الى خجلهم من الموقف وعدم قدرتهم على اسناده الى انفسهم مما يدفعهم لاسناده الى الغير ويجب على مشرف الايتام فى هذه الحالة مساعدة اليتيم على التعبير عن حقيقة الموقف وعلاقته به ، واذا كان يدخل فى نطاق اختصاص اللجنة فيجب عليه ان يعرض استعداده للمساعدة .



ثانيا : الاســــــــــتماع :ـ

الاستماع الجيد فى المقابلة عملية اساسية اذ يتوقف عليها قدرة مشرف الايتام على الفهم للموقف ، والاستماع عملية شاقة لايجيدها الا كل شخص مهنى اكتسب مهارة فى تركيز قواه العقلية مع ضبط اندفاعاته او ميله للمبادرة بالكلام .

وهى تهدف الى اتاحة الفرصة لليتيم للتعبير عن مكونات نفسه ، وليس المقصود بالاستماع هو جلوس مشرف الايتام دون ان يتحدث نهائيا اثناء حديث اليتيم بل ان هناك عمليات هامة يجب ان يهتم بها مشرف الايتام وتقوم قاعدة الاستماع على ماسبق ان اوضحناه فى البدء مع اليتيم حيث هو .

فاليتيم تشغله مشكلة قد فكر فيها قطعا ووازن احتمالاتها المختلفة تبعا للحلول التى قد تكون تواردت الى ذهنه ، فهو ادرى الناس بمشكلته ولكن لعوامل خاصة عجز عن ان يصل للحل الموفق ، ولكى يستطيع اليتيم او المعيل الحديث بانطلاق فيجب ان يكون لدى مشرف الايتام القدرة علىالاستماع الواعى وفهم ماوراء حديث اليتيم او المعيل ويمكن تحديد اهمية الاستماع فىالجوانب الاتية :ـ



( أ ) الاستماع لتوضيح المشكلة

اليتيم هو صاحب المشكلة وهو الذى يعيش فيها فمن الطبيعى ان يكون هو الشخص الذى يستطيع ان يدلى بما فيها من جوانب من وجهة نظره على الاقل ، فاليتيم عندما يتحدث عن مشكلته يتخير الجوانب التى يعتقد

ان لها اهمية فى الموقف وقد يقدم بعض الجوانب ويؤخر البعض الاخر حسبما يرى اهميتها فى الموقف ، واتاحة الفرصة لليتيم على الحديث تساعده على ان يعبر عن هذه الجوانب .

ومشرف الايتام فى عملية الاستماع يفكر فيما يسمعه من اليتيم ويلاحظ جوانب النقص فيه ، وليس معنى انه فى موقف الاستماع ان يلجا الى الصمت المطلق بل يجب ان يشجع اليتيم بايماءات منه او باشارات او

بتعليقات او بتقدير اهمية الحديث الذى يدلى به وبقيمته حتى يشجعه على الاستطراد فى الحديث وقد يضطر مشرف الايتام اذا لاحظ ان اليتيم يصمت ان يشجعه على الحديث .



( ب ) الاستماع الواعى لليتيم وسيلة للتنفيس :ـ

يساعد الاستماع على تخفيف التوترات التى يعانى منها اليتيم فان قص اليتيم قصته يساعد على التخفيف من الشحنات الانفعالية التى يعانى منها .

فان اليتيم عندما يسترجع الحوادث التى يتحدث عنها ويشعر بان مشرف الايتام ينصت اليه باهتمام يحس بالطمانينة فى التعبير عن انفعالاته الحقيقية حول الموقف ويصرح بسهولة بحقيقة مشاعره ، ويجب على مشرف الايتام كى يساعد اليتيم على التنفيس ان يقدر حقيقة مشاعره كان يعلق بان ( هذا امرمؤلم) او(انى

اقدر الصعوبة التى تلاقيها ) او ما شابه ذلك من التعليقات التى تدخل الراحةالى نفس اليتيم فان شعور الانسان بان الى جانبه شخص يفهم حقيقة مشاعره يعتبر فى ذاته عاملا من عوامل الامن .



( ج ) الاستماع يؤدى الى تعديل الافكار الذاتية عند مشرف الايتام :ـ

عندما يقابل مشرف الايتام اليتيم فانه ينشا لديه بعض افكار تشخيصية ناشئة عن فهمه المبدئىللموقف وتظل هذه الافكارالذاتية قائمة الى ان يتبين ان هناك جوانب جديدة تساعده على تعديل هذه الافكار الذاتية على ضوء الحقائق الموضوعية الجديدة ، والمصدر الطبيعى لظهور الحقائق الجديدة هو مايصدر من اليتيم من حديث يلقى ضوءً على افكار مشرف الايتام التى سبق وان كونها ويساعد على تفسير بعض النواحى التى كانت غامضة فى بداية الامر وأدت الى نشاة هذه الافكار التشخيصية الذاتية .

فكلما اجاد مشرف الايتام عملية الاستماع الواعى كلما مكنه ذلك من التخلص من افكاره الذاتية وتعديلها الى افكار تشخيصية قائمة على اساس من الحقائق الموضوعية التى يتبينها من استماعه لليتيم .

واذا كنا نرمز برمز لمشرف الايتام اثناء المقابلة نرمز اليه بأذن كبيرة متصلة بها عقل متفتح ولسان صغير ، فالعملية الاساسية فى المقابلة هى قدرة مشرف الايتام على الاستماع بعقل واعى بحيث لايقتصر فهمه فقط على مجرد استماعه للالفاظ والجمل التى يتفوه بها اليتيم بل يجب ان يتغلغل الى ماوراء الحديث من مدلول نفسى واجتماعى حتى يستطيع ان يتبين التناقض فى قصة اليتيم اوعدم الترابط وحتى يستطيع اثناء حديث اليتيم ان يحدد الفجوات الغير واضحة فى حديثه ويحاول ان يربط بين الموضوعات التى يتحدث فيها اليتيم وبين شخصيته .

ان عملية الاستماع الواعى هى الطريق الذى يمهد لتكوين العلاقة المهنية بين مشرف الايتام واليتيم اذ ان فيها معنى التقبل والاحترام والتقدير وحرارة العلاقة .



ثالثا : الاســــــــــتفهام

وقد يعانى مشرف الايتام من مشكلة الحصول على البيانات من اليتيم فقد يذكر اليتيم انه مستعد لذكر البيانات المطلوبة ولكنه فى الواقع لايفهم ان فى نفسه مقاومة خفية تؤدى الى ان تختفى من ذاكرته بعض البيانات ،

وقد تفسر بانه سهو ولكن الحقيقة ان هذا السهو رمزى فى كثير من الاحيان اى انه سلوك يخدم دافعا وراءه .

فاذا اغفل اليتيم ذكر بعض البيانات التى نجد لها اهمية خاصة كان واجب مشرف الايتام العمل على مساعدته لذكر هذه البيانات عن طريق توجيه الاسئلة وقد تكون الاسئلة مباشرة اوغير مباشرة او تكون مفتوحة او محدودة الاجابة وسوف يتم مناقشتها فيما بعد ، لكن المهم هو مراعاة القواعد الاساسية الاتية :ـ



( 1 ) توجيه الاسئلة فى الظروف المناسبة : ـ

يهم كثيرا الوقت الذى يوجه فيه مشرف الايتام السؤال الى اليتيم لان هذا سيشعر اليتيم باهتمام مشرف الايتام به اهتماما كبيراوانه لايستجوبه .



( 2 ) يجب ان يشعر اليتيم عند السؤال باهتمام مشرف الايتام به وان الغرض الاساسى من توجيه الاسئلة هو مساعدته

مهما تكن الفاظ السؤال فقد لاتعنى عند اليتيم كثيرا ولكن الذى يعنيه هو مايحوط السؤال من مظاهر اهتمام مشرف الايتام فمظهر المشرف الذى يلقى سؤالا بدون حرارة او اهتمام يجعل اليتيم ينكمش من السؤال كما ان نبرات صوت مشرف الايتام لها اثر كبيرفى تقبل اليتيم للسؤال الموجه اليه فنبرات السخرية او التشكك او الاهتمام كلها تدفع فى اليتيم الجوانب السلبية وتظهر لديه انواعا من المقاومة للدفاع عن ذاته وبذلك لايستجيب لمشرف الايتام استجابة سليمة .



( 3 ) يجب ان تكون الاسئلة على قدر مايحتاج الموقف من البيانات

قد يكثر بعض مشرفى الايتام من توجيه الاسئلة لليتيم الامر الذى يشعره بان مشرف الايتام يستجوبه ويحاول الايقاع به ، ولذلك يجب ان يترك لليتيم الفرصة دون ملاحقته لان كثرة توجيه الاسئلة تؤدى الى ارتباك اليتيم او المعيل والى ظهور نواحى المقاومة عنده نتيجة شعوره بانه فى موقف استجواب كما انها تؤدى الى ظهور الاتجاهات السلبية عند اليتيم او المعيل وتدفعه الى الصمت بعد الاجابة المقتضبة فى انتظار مايوجه اليه من اسئلة .

كما ان بعض مشرفى الايتام يقللون جدا من توجيه الاسئلة لاستكمال جوانب الموقف بينما اليتيم او المعيل يعلم فى قرارة نفسه انه لازال لديه الكثير من المعلومات المخزونة لم يصرح بها لمشرف الايتام وبذلك يشعرون

بعدم اهتمام مشرف الايتام باستجلاء الموقف او يشعرون بانه غير اهل لمساعدتهم لانه لايتمتع بالدقة فى دراسة الموقف .

(4) ان يتفق عمق السؤال مع نوع الموقف الذى يتعامل فيه اليتيم اوالمعيل مع مشرف الايتام

بما ان الهدف من الاستفهام هو استكمال فهم جوانب الموقف فان نوع الاسئلة التى توجه يجب ان يكون متصلا بالموقف نفسه وانه يجب الايتعمق مشرف الايتام فى توجيه الاسئلة بحيث يتدخل فى مناطق لاعلاقة لها بالموقف

الذى يتعامل فيه .فالاسئلة الشخصية الكثيرة عن العلاقات او مناطق التأزم النفسى والانفعالات تشعر اليتيم بان مشرف الايتام يضعه فى ماء بارد ويحس انه ينبش فى اسراره فى الوقت الذى لايفهم فيه قيمة هذه الاسئلة اذا كان يتعامل معه فى موقف يدور حول النواحى الاقتصادية مثلا .



( 5 ) يجب ان يكون السؤال فى حدود ادراك اليتيم من ناحية اللغة والعمق

يتعامل مشرف الايتام مع ايتام مختلفين فمنهم الاطفال ومنهم البالغون ومنهم الجهلة والمتعلمون وبطبيعة الحال فان مشرف الايتام لو التزم بصياغة واحدة او اسلوب واحد فى توجيه الاسئلة للايتام فانهم يختلفون فى استجابتهم لاسئلة مشرف الايتام ولذلك يجب ان يوجه السؤال باللغة التي يفهمها اليتيم وتفضل اللغة الدارجة فى توجيه الاسئلة وان يكون السؤال صريحا وواضحا .

انـواع الاســــــــــــــئلة

تختلف صياغة الاسئلة وطريقة توجيهها ومناسبتها فمنها :ـ

( 1 ) الاسئلة المفتوحة

ويقصد بهذا النوع من الاسئلة ان يكون السؤال عاما غير محدد اجابته بالنفى او الاثبات او ان اجابته غير مقتضبة ، بل يجب ان يساعد السؤال على استرسال اليتيم او المعيل فى الحديث واختيار الجانب الذى يراه ، فمثلا اذا اراد مشرف الايتام ان يستفهم عن دخل الاسرة او مصروفاتها فاذا وجه سؤالا بقوله ماهو دخل الاسرة فان الاجابة ستقتصر على جواب محدد من لفظ واحد ، وبذلك يصبح السؤال مقفلا اى انه لايتيح للمعيل او اليتيم فرصة الاسترسال فى الحديث من وجهة نظره عن هذا الموضوع ويضطر مشرف الايتام ملاحقته بالاسئلة المتوالية ، والسؤال المفتوح فى مثل هذا الموقف كان يسأل مشرف الايتام المعيل او اليتيم (كيف تديرون شئون معيشتكم ؟) فان مثل هذا السؤال يترك للمعيل او اليتيم فرصة التحدث عن الزوايا التى يعتبرها هامة .



وبذلك يعطى لمشرف الايتام فرصةاوسع لفهم الموقف وهذا يبعد المعيل او اليتيم عن الاحساس بان المشرف يستجوبه .

( 2 ) السؤال المباشر وغير المباشر

قد يحتاج مشرف الايتام الى استيضاح بعض النقط المعينة فيوجه سؤالا مباشرا لليتيم اى انه يحدد منطقة السؤال كالاستفهام عن الدخل مثلا او عدد الاخوة وقد يكون مثل هذا السؤال مقبولا فيما يتعلق ببعض الجوانب من الموقف المرتبطة بشروط اللجنة او البيانات الاولية ولكنه لايكون مقبولا بالنسبة للنواحى الانفعالية فلا يجوز لمشرف الايتام ان يوجه سؤالا لليتيم قائلا ( هل تكره امك او معيلك او اخوتك ؟ ) ففى هذه الحالة يقف اليتيم موقفا دفاعيا ، ولذلك فيحسن فى مثل هذه المواقف ان يوجه مشرف الايتام اسئلة غير مباشرة متعددة تلمس جوانب الموقف ، كأن يسأل عن كيفية معاملة الام او المعيل او اخوته له هل يقوموا بتلبية احتياجاته ورغباته ، ومن مجموع مثل هذه الاسئلة يستطيع ان يخرج بالرأى الذى يكونه والذى كان ينتظره من الاجابة على السؤال المباشر ، ويعتبر السؤال المباشر عادة انتقال اليتيم من المنطقة التى يتحدث فيها الى منطقة جديدة قد لايكون مستعدا للحديث فيها الامر الذى يسبب بعض المقاومة عند المعيل او اليتيم .

ولذلك يجب ان توجه الاسئلة المباشرة اذا كان ولابد منها فى الوقت الذى يتحدث فيه اليتيم او المعيل فى نفس المنطقة فمثلا فاذا كان المعيل يتحدث عن حاجة اليتيم واخوته للملبس يصح ان يسأل مشرف الايتام عن عدد اخوانه سؤالا مباشرا .

( 3 ) الاسئلة التحويلية او الترابطية

قد يحتاج مشرف الايتام الى الانتقال باليتيم من موضوع الحديث الذى يتحدث فيه الى نقطة يرى اهميتها لاستكمال دراسة التاريخ الاجتماعى والحصول على البيانات مثلا ، ولذلك فانه يلجأ الى مجموعة من الاسئلة المترابطة بعضها مع بعض ليحول الحديث تدريجيا الى المنطقة التى يرغب ان يتحدث فيها اليتيم ، فاذا فرض ان ام اليتيم كانت تتحدث عن الدخل واراد مشرف الايتام ان يتحدث معها عن علاقتها بابنائها فأنه يستطيع ان يسألها سؤالا عن مدى كفاية الدخل لنفقات الابناء فهو قد ربط فى هذا السؤال بين الدخل مطلقا والدخل فى علاقته بطلبات الابناء وهذه اول مرحلة تحويلية ويظل التسلسل فى الاسئلة التحويلية دون ان يشعر اليتيم اوالمعيل بأن مشرف الايتام ينتقل فجأة الى موضوع قد لايكون لديه الاستعداد للحديث عنه وتظهر لديه المقاومة .

( 4 ) الاسئلة الايحائية

هذا النوع من الاسئلة هو مايقصد به المشرف الحصول على اجابة معينة كأن يسأل اليتيم ( طبعا والدتك تضربك كثيرا ) فان اليتيم فى مثل هذه الاسئلة يجيب بالايجاب وقد تكون الحقيقة مخالفة لذلك.



ويرجع سبب موافقة اليتيم علىمثل هذه الايجابات انه يشعر انها ترضى مشرف الايتام وهو يود ان يستعطفه لانه مصدر المساعدة وبذلك تضلل مثل هذه الاسئلة المشرف وقد يوافق اليتيم بالايجاب على الاسئلة الايحائية لانه يجد فيها مخرجا من الموقف الذى يعانى منه .

والاسئلة الايحائية عادة تكون اجابتها مقتضبة ( بنعم ) او ( لا ) اذا كان اليتيم يشعر بان هذه الاجابة تخالف الحقيقة او ستوقعه فى مأزق . وبذلك تصبح مثل هذه الاسئلة محددة الاجابة ولاتعطى فرصة لليتيم للتعبير عن الموقف واظهار انفعالاته .

( 5 ) اسئلة اليتيم

كثيرا ما يوجه اليتيم الى المشرف انواعا من الاسئلة ، وعادة تكشف هذه الاسئلة عن اتجاهات اليتيم ، فقد يسأل اليتيم عن موعد صرف الكفالة وهذا النوع من الاسئلة يكشف عادة عن قلق اليتيم حول صرف المساعدة ويجب ان ينتهز المشرف هذه الفرصة فيشرح لليتيم الاجراءات التي تتخذها اللجنة والخطوات التى يجب ان يمر بها لكى يتم كفالته بصراحة ووضوح .

وقد يسأل اليتيم مشرف الايتام فى حالة اتصاله بمصادر معلومات سبق ان اتفقا عليها وعادة يعانى اليتيم من قلق حول هذه الاتصالات ونوع المعلومات التى حصل عليها مشرف الايتام وفى مثل هذه الاحوال يجب ان يعيد مشرف الايتام الى اليتيم نفس السؤال حتى يستطلع مايراوده من افكار فمثلا اذا سأل اليتيم المشرف عقب اتصاله الاخير بشاهدين عدول عما قالوا له فيجب ان يوجه له المشرف سؤالا عما يعتقد هو نفسه بما قاله الشاهدين .

* فى بعض الاحيان قد يكون الاتصال بغرض تقديم خدمة لليتيم فاذا سأل اليتيم عما تم فى هذا الشأن فيجب ان يجيبه المشرف بالحقيقة الكاملة دون مواربة وان يعمل على تخفيف التوتر اذا كانت النتيجة فى غير صالح اليتيم.

* وقد يسأل اليتيم مشرف الايتام فى بعض الاحيان بعض الاسئلة التى لاتدخل فى اختصاص المشرف كأن يسأله عن حالة مرضية اوفتوى دينية او قضائية ويجب ألا يدع مشرف الايتام المعرفة فى هذه الشئون بل يجب ان يحيله على الفنيين حتى تكون الاجابة صحيحة من ذوي الاختصاص .

* فى بعض الاحيان قد يسأل احد الايتام مشرف الايتام عن ظروف يتيم آخر قابله باللجنة او يحاول التحدث عن شئون هذا اليتيم وفى مثل هذه الظروف يجب ان يرد مشرف الايتام على اليتيم ردا رقيقا ويوضح له اهمية السرية فى تعامله مع الايتام حتى يطمئن اليتيم الى جدية تطبيق هذا المبدأ فى اللجنة .

* قد يسأل اليتيم مشرف الايتام اسئلة شخصية عن ذاته ويرجع اهتمام اليتيم عادة الى عدة عوامل منها ان يكون اليتيم شعر بأهمية تعامله مع مشرف الايتام واعجب به فيبدى له هذا التقدير فى شكل اظهار اهتمامه بشئونه الخاصة .

وقد يرجع اهتمام اليتيم بشئون مشرف الايتام الى ان اليتيم عادة يكون قد ادلى بكثير من اسراره لمشرف الايتام وكأنه يرغب فى تبادل العلاقة بأن يحصل من المشرف على معلومات شخصية عنه ، او قد يرجع السؤال الشخصى الذى يوجهه اليتيم الى المشرف نتيجة عملية مقارنة تلقائية يحاول ان يقيمها اليتيم بينه وبين

مشرف الايتام ، وفى مثل هذه الشخصية يجب ان لايجيب عنها المشرف الا ماكان منها عاما لايتعلق بأسراره ، ويجب ان يناقشه فى مدلول اهتمامه بهذه النواحى الشخصية له فقد تكشف هذه المناقشة عن حقيقة اتجاهات اليتيم نحوالمشرف او عن نوع المقارنة التى يعقدها اليتيم ، وقد تكشف عن انواع من المشاكل لازال اليتيم يشعر بعدم القدرة علىالافصاح عنها .

رابعا : توجيه المناقشة

تعتبر ادارة المناقشة وتوجيهها فى المقابلة عملية قيادية يقوم بها مشرف الايتام للتأثير فى تفكير واتجاهات كل

من مشرف الايتام والمعيل .

ويراعى مشرف الايتام ان توجيه المناقشة يقصد به مساعدة اليتيم على التحرك من موقفه الذى يعانى منه الى موقف افضل يعتمد على الوضوح الفكرى والثقة بالنفس نتيجة تنبيه واستثارة مالديه من قدرات عقلية لتوظيفها توظيفا سليما حتى يصل الى درجة من النضج تساعده على تفهم قدراته وامكانياته وكيفية استغلالها كما تساعده على وضوح الموقف .

ويختلف اسلوب مشرف الايتام فى توجيه المناقشة مع اليتيم من حالة الى اخرى حسب شخصية اليتيم وحسب الموقف الذى يعانى منه ، ويجب الايلتزم مشرف الايتام بأسلوب واحد يطبقه على الايتام جميعا او فى جميع المواقف وهناك بعض القواعد التى يجب ان يلتزم بها مشرف الايتام حتى تكون عمليته القيادية للمناقشة سليمة نذكر بعضها فيما يلى :ـ

( 1 ) الصراحة والوضوح

ان الصراحة والوضوح فى المناقشة هى الوسيلة الاساسية التى تساعد اليتيم على الثقة بمشرف الايتام وتدخل الامن والطمأنينة الى قلبه ، وان المشرف لايحاول استدراجه الى مواطن الضعف او الايقاع لكشف مكنونات نفسه .

بل ان صراحة مشرف الايتام تدفع اليتيم الى موقف الصراحة مع المشرف ، لان اليتيم اذا شعر بأن مشرف الايتام يستخدم مهارته فى الالتواء والخبث للايقاع به ستظهر لديه انواع من المقاومة هو ايضا فى المراوغة والتحايل على المشرف .

( 2 ) البدء من بؤرة اهتمام اليتيم

يشغل بال اليتيم عادة موضوع معين عند حضوره للمقابلة وقد سبق ان تحدثنا عن اهمية الاستماع لما فيه من تحديد بؤرة اهتمام اليتيم وبعد استماع مشرف الايتام لليتيم قد حدد هذه البؤرة ووقف عليها ، ومن الطبيعي ان يستجيب المشرف عندما يبدأ توجيه المناقشة للواقع المنطقى وهو ان يناقش مع اليتيم ما يشغل تفكيره .

اما اذا اثار مشرف الايتام مواضيع تشغل تفكيره هو فالواقع انه يفرض علىاليتيم فى بداية المناقشة موضوعات قد لايكون لديه الاستعداد لمناقشتها ، وهذا يتناقض مع مبدأ حق تقرير المصير ، ومن ثم يشعر اليتيم انه مسلوب الحرية فى مناقشة اموره الخاص ويفقد حماسه للاشتراك اشتراكا ايجابيا فى المناقشة .

( 3 ) مسايرة اليتيم فى حديثه

يجب ان يضع مشرف الايتام فى اعتباره مسايرة اليتيم فى حديثه وعدم مقاطعته اذا خرج عن موضوع المشكلة التى يتحدثان فيها ، وقد سبق ان اوضحنا اهمية الاستماع بتوسع فسنقتصر هنا على الاشارة الى اهمية هذا الاستماع واعطاء الفرصة لليتيم لتوضيح وجهة نظره فىالمناقشة .



(4 ) الاستجابة للمواقف الهامة

تظهر عند اليتيم بعض الجوانب الهامة اثناء المناقشة وتعبيراليتيم عن هذه الجوانب الهامة يكلف اليتيم كثيرا من الجهد لاظهارها ويحس انه يضع امام مشرف الايتام قطعة هامة من حياته ولذلك يجب ان يستجيب المشرف لمثل هذه المواقف الهامة ، ويشعراليتيم بتقديره ويعطيها الوقت الكافى للمناقشة حتى ينخفض التوتر المصاحب للموقف ويسهل علىاليتيم التحرك بسهولة اثناء المناقشة نتيجة تخفيفه من هذه التوترات .



( 5 ) تحطيم الحيل الدفاعية

تعطل الحيل الدفاعية التى يستخدمها اليتيم من سير المناقشة سيرا سليما اذا ما اغفلها مشرف الايتام ، فاليتيم يعلم فيما بينه وبين نفسه ان حيله تخرجه من الواقعية، ولذلك فأن المشرف يجب ان يعمل على تحطيم هذه الحيل على ضوء فهمه للدوافع التىادت الى ظهورها ومواجهة اليتيم بلباقة بأتجاهاته هذه ومناقشتها يساعده على التخلص من اثر هذه الحيل الدفاعية ، كما ان تقبله واشعاره بحرارة العلاقة تؤدى الى ان تفقد هذه الحيل فاعليتها.



( 6 ) التركيزعلى المشكلة الاساسية

يعرض اليتيم عادة جوانب متعددة من المشاكل وقد يجد مشرف الايتام ان بعض جوانب المشكلة سهل المناقشة وان اليتيم يستجيب له وفى غمرة هذا تضيع المناقشة حول الجانب الفرعى منها وهذا يقلل من اهمية المناقشة فى نظر اليتيم ولذلك يجب ان يكون التركيز الاكبر حول المشكلة الاساسية .

( 7 ) مجابهة اليتيم بالواقع

يعتبر الهدف الاساسى من قيادة مشرف الايتام للمناقشة هو الوصول باليتيم الى الواقعية لادراك الموقف ادراكا سليما على ضوء فهمه لما لديه من قدرات وامكانيات وما يحتاجه الموقف منه لاستغلال هذه القدرات والامكانيات ولكن النظرة الذاتية لليتيم تبعده عن الواقعية فى بعض الاحيان نتيجة استجابته بطريقة غير سليمة للظروف الخارجية المحيطة به .

خامسا : اتخاذ القرارات :ـ

يعتبر الهدف الاساسى للمقابلة هو مساعدة اليتيم على اتخاذ قرار او خطوة بالنسبة للموقف الذى يعانى منه ، وتعتبر القرارات التى يتخذها اليتيم امرا هاما فى حياته لانها تعتمد فى كثير من الاحيان على تغيير انماطه السلوكية او التنازل عن بعض قيمه الخاصة التى يتمسك بها والتى تتعارض مع الموقف الذى يعانى منه ، كما ان اتخاذ القرار يحتاج تنفيذه الى قيام اليتيم بمجهود يتفق وارادة التغير التى تسيطر على اليتيم والتى تدفعه الى هذا التغير ، ويؤثر على طاقة التغيرعند اليتيم خوفه من اقباله على خبرة جديدة لم يتعود عليها ولذلك نجد كثير من الايتام يتهربون من اتخاذ قرارات خشية ما يترتب عليها .

والمناقشة السليمة وتخفيف حدة التوتر عند اليتيم وشرح اهمية القرار الذى سيتخذه تساعد اليتيم على الاطمئنان فى اتخاذ قراره .

ويجب ان يعطى مشرف الايتام لليتيم الحرية الكافية فى اتخاذ القرارات اثناء المقابلة حتى لايشعر بان عليه ضغطا وتظهر لديه انواع من المقاومة .

واتخاذ اليتيم القرار بمحض اختياره يساعده على التحمس لتنفيذ هذا القرار كما ان اليتيم عندما يتخذ قرارا بحرية كافية يشعر انه نابع من ذاته فيحتضن هذا القرار ويعمل على انجاحه وسبق ان شرحنا اهمية هذا عند حديثنا عن مبدأ حق تقرير المصير .

تم بحمد الله.

هذه المادة جمعت وصنفت لأيتام إفريقيا التابعين لجمعية العون المباشر ، وقد رأيت أنه من مواجبي ومن مهام عملى كنائب رئيس قسم الايتام أن اعيد مراجعة هذه المادة وتنقيحها للاستفادة منها ،، وخاصة فيمن يعمل في هذا المجال الانساني .

وأدعوا الله تبارك وتعالى أن يثيب كل من ساهم في هذا العمل كل الخير وان يكون هذا الدليل فيه نفع عام لكل من يعمل في هذا المجال أو الدارس له .

والحمد لله رب العالمين

عرض ومراجعة وتنقيح الاستاذ / عبده العباسي

باحث تربوي واجتماعي

***********************
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
دليل مشرف الأيتام .. ج 2 مراجعة وتقديم أ / عبده العباسي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
جماعة ابحار الادبية  :: متنوعات فكرية :: مابين العلم والأدب-
انتقل الى: