عاصفة البقر-المشهد 5

ــ المشهد الخامس ــ
نفس فناء القرية الأول – سور الزريبة يبدو عن بعد لكن صور البهايم الثابتة و المتحركة تكون قد إختفت – دوّار العمدة يبدو على البعد يمين المسرح و على أقصى يسار المسرح نفس التبة العالية قليلاً و الشجرة التي تظلها ، يفتح الستار و نعيم و فاطمة يقفان أسفل الشجرة .
فاطمة : ( تواصل حديثاً ) طب و هانعمل إيه يا نعيم ؟
نعيم : و الله ماني عارف ألمها منين و أجيبها منين ؟ السنة اللي فاتت قالوا مقدم الشقة 2000 جنيه قلت آجي على نفسي و أحوشهم إن شالله ينقطم وسطي في الشغل … تلات شغلانات .. 3 شغلانات يا عالم كل واحدة تخش في ال8 ساعات
فاطمة : يا خرابي كل شغلانة 8 ساعات أمال كنت بتنام إزاي ؟
نعيم : ماهي التالتة كانت حارس أمن ليل ، و كنت بنام فيها و ربنا يستر ..
فاطمة : أتاريك .. كنت بتظهر يادوبك مرة كل شهر .. و الله ماآني عارفة أساعدك إزاي ؟
نعيم : المساعد ربنا .. المشكلة إن نحنا كل اللي بنحلم بيه أربع حيطان و دورة مية نتلم فيها و الأكل و الشرب رزق ربنا … و اللي بنحلم بيه ولاد الكلب مش مش سايبين لنا فيه خرم إبرة – حتة شــقة تلمنا …
فاطمة : ( حالمة ) بتحبني يا نعيم ؟
نعيم : هو آنا لوما بحبكيش كنت أموت نفسي في الشغل … دانا يا حبيبتي ( يقولها بعفوية ) باحرم نفسي من حاجات مهمة للي في سني .. تخيلي عمري مافكرت أشتري بنطلونين على بعض أو قميصين على بعض
فاطمة : أنا شايفة و حاسة بس مانيش قادرة أعمل حاجة …
نعيم : لأ و إيه .. أول ما حوشت الألفين .. لقيت زباين جهنم رفعوا المقدم لأربع تلاف أحوشهم ألاقيهم رفعوه لسبعة ..
فاطمة : ربنا يحرق قلوبهم على ولادهم زي ماهم حارقين قلوبنا .. نفسي في كلمتين حلوين يا ولاد .. كل مرة ياخدنا الكلام في الشقة و العيشة ( تخفي عينيها بيديها ) يا …. ه … يــــاه ….
نعيم : يا … ه … ه … دانا حتى نسيت الكلام الحلو … رغم إني شايلك في قلبي أحاسيس و مشاعر أول ماتقابلنا كنت فاكر إنها عمرها ماهاتخلص و لاعمر الكلام يقدر يوصفها بصحيح … بس أنا يا فاطمة فعلاً … بحبك كتير قوي لكن الحب ده محتاج ضليلة تضلل عليه علشان نعيش في أمان …
فاطمة : أمان … دا المصيبة اللي جدت على دماغ الكفر إن الراجل الخرفان اللي إسمه زكريا ده إشترى نص بيوت الكفر قبل ما يتسجن و داير يتاجر فيها عيني عينك .. و حتى و هو في السجن رجالته شغالين على ستات البلد … لأ يا نعيم عايزين نلحق نفسنا .. أنا خايفة من بكرة أنا خايفة لا يحصل لنا حاجة كده ولا كده ..
نعيم : بتخافي و أنا معاكي يا بت ؟
فاطمة : أبداً .. طول ما إنت جانبي و لا يهمني ميه زي زكريا و لاحمدان و لا عويس .. ربنا يخليك لية ( تمسك دراعه )
نعيم : و يخليكي لية يا فاطمة .. و إنشاء الله هاحلها ضروري .. ضروري هاحلها ..
فاطمة : ربنا إنشاء الله هاينور لك طريقك و يدي لك على قد نيتك ..
نعيم : روحي إنت يا فاطمة دلوقت و آني هاستنى الدكتورة ليلى و عربية الوحدة البيطرية ، لأنها قالت لي في التلافون إنها جاية مع رجالتنا في مهمة مستعجلة..
فاطمة : مش هاين علية أسيبك ..
نعيم : و لا أنا طب إستني معايا شوية
فاطمة : ياريت ( يقاطعها صوت عربة قادمة .. و دخول الدكتورة و رجال البيطرية )
الدكتورة : صباح الخير يا نعيم … صباح الخير يا فاطمة ..
فاطمة و نعيم : صباح الخير يا دكتورة
نعيم : ( هامساً لفاطمة ) إستأذني و روحي إنتي يا فاطمة
ليلى : ( سمعت ) ماتسيبها يا نعيم هي وجودها هايأثر في حاجة .. إحنا هانفذ المهمة بتاعتنا و نمشي و نسيبكو … خليها معانا
فاطمة : ( فرحة ) الله عليكي يا ست الدكتورة .. يا حنينة يا أم قلب كبير
ليلى : النهاردة يا نعيم الموضوع مهم جداً جداً .. ( تنادي على رجالة الطب البيطري ، 3 رجال .. ) ألبسوا الأقنعة و الجوانتيات و خشوا الزريبة إطمنوا على وجود باقي البهايم .. كفاية اللي حصل لل11 بهيمة اللي إختفوا و لسه التحقيق مش عارف مصيرهم ..
نعيم : أروح معاهم يا دكتورة ؟
ليلى : لا .. إنت تسيب فاطمة معايا و تروح تنادي العمدة و شيخ الغفر .. و اللي نقدر عليه علشان يساعدوكوا في تحميل البهايم على العربيات اللي جاية ورانا في السكة .. بسرعة ..
نعيم : حالاً يا دكتورة .. بت يا فاطمة خالي بالك من الدكتورة
فاطمة : و إنت هاتوصيني عليها دي أختي الكبيرة .. أمال إيه .. قال يوصيني قال ( يذهب نعيم – يذهب الرجال )
ليلى : إيه الأخبار يا فاطمة ؟
فاطمة : ( مكسوفة ) أخبار إيه يا ست الدكتورة ؟
ليلى : أخبارك إنتي و نعيم
فاطمة : في إيه بالظبط يا ست الدكتورة
ليلى : جرى إيه يا بت .. هو إنتي مش عارفة و لا مش عارفة
فاطمة : عارفة و الله عارفة بس يعني الأمور تحزّن و الأحوال تبكي ..
ليلى : لسه مالقتوش سكن
فاطمة : و الله .. و الله .. و من نبا النبي نبي .. نعيم اتقطع نفسه علشان حتة الشقة و أبويا مسامحه في كلتها حاجة حتى العفش لكن نعمل إيه مع الظلمة .. شوية مكوشين على الشقـق و بيتاجروا فيها ، و شوية بيرفعوا الأسعار و المقدمات و بيمصوا دمنا . ( يأتي رجال الطب البيطري مهرولين من ناحية بوابة الزريبة و هم يتصايحون .. )
الرجال في نفس واحد : إلحقي يا دكتورة .. إلحقينا ..
ليلى : ( في إنزعاج بينما فاطمة تصرخ ) فيه إيه يا رجالة حصل إيه ؟
واحد منهم : مالقيناش و لا بهيمة جوة الزريبة
الثاني : و كإنهم فص ملح و داب ..
ليلى : أنتوا بتقولوا إيه .. أنتوا فايقين و لا بتخرفوا
الثالث : و الله العظيم .. اللي شفناه بعنينا ما يتحكي
فاطمة : ( في رعب ) يا رب إجعله خير … خير يا رب
ليلى : إهدي يا فاطمة .. إهدوا يا رجالة .. واحد بس يتكلم
الأول : دخلنا الزريبة من هنا نلقاها خرابة من هنا و لا حتة بهيمة صغيرة في مكانها .. حتى العلف بتاعهم ومداودهم وكل حاجة إختفت …
الثاني : ده مش بس كده .. د كأن الزريبة إتكنست من البوابة للبوابة ..
الثالث : تصوري يا دكتورة حتى السلب اللي البهايم مربوطة بيه إختفى …
ليلى : الموضوع ده لو جدّ ، يبقى المسألة ماعدتش حكاية إختفاء 11 بهيمة مريضة دي زريبة بحالها .. يا خبر أسود ..
فاطمة : أنا قلبي كان حاسس إن في حاجة غريبة بتحصل في البلد ..
ليلى : تقصدي إيه يا فاطمة ..
فاطمة : الحاجات الغريبة اللي كنت بشوفها في الكفر بين العمدة و الخواجة المحامي و رجالة الحاج زكريا .. كل دي أمور ماكنتش طبيعية أبداً ..
الرجال : زي إيه .. إنتي كده خوفتينا ..
ليلى : إستني يا فاطمة .. إهدوا يا رجالة.. إحنا هانتصل بعلاء بيه و الشرطة الأول
الرجالة : طب ما العمدة جاي هناك أهو و معاه الغفر … مانقـولهم أحسن ..
ليلى : تسمعوا كلامي ..
الرجالة و فاطمة : أيـــــوة …
ليلى : بلاش نقـولهم أي حاجة قبل ماتيجي الشرطة .. خدي يا فاطمة المحمول و روحي هناك كلمي الظابط علاء باللي حصل .. هاطلب لك النمرة .. و روحي بعيد .. و أنا هاأستقبل العمدة و رجالته .. ( تطلب رقم علاء في المحمول و تعطيه لفاطمة و تذهب فاطمة بعيداً و تستدير الدكتورة يكون العمدة برجالته قد وصل إلى مشارف المكان و يتلاحظ أن الجميع يلبسون الطاقية إياها )
ليلى : ( متصنعة الإبتسام ) أهلاً بعمدة الكفر … أهلاً يا رجالة .. أخبار البلد إيه ..
العمدة : أهلاً بيكي يا دكتورة البلد ماشية عال العال و الكل شغال زي الفل ، و إذا كان على الصحة .. الكل كلاته صحته بمب و الحمد لله ..
ليلى : طب يا عمدة إنت قريت جرايد الأسبوع اللي فات ( تخرج له جرائد الخبرفي 15/7/2007 )
العمدة : لا و الله يا ست الدكتورة أصل إحنا ما نقراشى
ليلى : ( مداعبة ) نقراشى إيه يا عمدة النقراشي مات من زمان ..
العمدة : أنا قصدي ماخبرش القراية و الكتابة .. و الواد عويس هو اللي كان بيقرا لي الجرايد لكن من يوم ما مسك الإذاعة و التلافزيون .. ماعدش فاضي لي ..
ليلى : ( تقرأ في الجريدة ) بتاريخ 15/7/2007 .. قوات الأمن المركزي و الشرطة والبحث الجنائي تحاصر مزرعة للأبقار المصابة بالسل الرئوي … بحثاً عن 11 بهيمة إختفت فجأة
العمدة : طب و إيه يعني ماهم إختفوا و البلد زي الفل أهي و لا حد مات و لا حد صابه حاجة
ليلى : ( في هذه الأثناء تكون فاطمة قد أنهت المكالمة و عادت بالمحمول إلى الدكتورة ) المرض ده يا عمدة مابيظهرش فجأة بياخد وقت .. بس أول ما يظهر على المصاب .. بيهدُه هّد .. و يقطع نفسه و يطرش دم و يموت بالبطئ
عويس : كفى الله الشر يا دكتورة .. إنتي بتبشري علينا و لا إيه .. دا آني مالي البلد إعلانات و دعاية .. إن الصحة عال العال .. و إن الجماهير زي الفل .. و إن مافيش لا أزمة عيش و لا أزمة سكن و الأغاني شغالة على ودنه .. حتى إسمعي يا دكتورة .. ( ينطلق من الميكروفونات العالية أغاني مثل الحياة بقى لونها بمبي .. و من مثل محلاها عيشة الفلاح .. إلخ )
ليلى : أمال ولادكو مش عارفين يتجوزوا ليه ؟
خميس : مين قال الكلام الفارغ ده دا أنا جوزت و طلقت ييجي نص نسوان البلد و الديوان الإجتماعي يشهد بكده و كمان كده نصلح كتير بين اللي بيختلفوا مع بعض من ناسنا … هو إحنا قصرنا في حاجة ..
ليلى : آني بتكلم عن الشباب عن الجيل اللي لسه ماتجوزش علشان تلحق تطلق يا سي خميس … الشباب اللي مامعهوش حق مقدم شقة حكومية .. صح و لا لأ ..
حمدان : مش صح يا ست الدكتورة داآني الشوية بنوكة اللي إففتحناها بحضور حضرة العمدة و شرفنا فيها الخواجة شلبي سلفت نص البلد فلوس علشان يتجوزوا اللي هما نفسهم فيه
ليلى : و دخلت النص التاني السجن مش كده
حمدان : أمال يعني أسيب حق الحكومة يروح هدر ..مش لازم أحافظ على الأموال الأميرية … و لاماحفظناش تتهمونا دغري بالتبديد و الإهمال .. و لا إيه يا دكتورة ( أصوات عربات الشرطة و دخول الضابط علاء )
علاء : ( متسائلاً و موجهاً كلامه للدكتورة ) الكلام ده أكيد اللي وصلني عن طريق محمولك ؟..
ليلى : إبعت رجالتك يتأكدوا بنفسهم ، الموضوع أكبر من خطير ..
العمدة : يعني يا علاء باشا داخل من غير إحم و لا دستور و لا حتى سلامو عليكم
علاء : أسف .. السلام عليكم
الجميع : عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
العمدة : بس لو تقولولي في إيه ؟
علاء : أصبر و دلوقت تعرف ( إلى الدكتورة ) هو الدخول هناك دلوقت خطر..
ليلى : لأ (يتبع)

على رأيك يا أستاذ غريب
فين السادة والسيدات والافندية النقاد والمسرحيين ؟ مش المفروض برضة يسمعونا رأيهم في نص زى ده .. والا كل واحد بيقول يارب نفسي !!![

ا اولا احب اقولك ياستاذ محمد ان الساده النقاد والمسرحين حاتهلم نوبة غثيان العن من قوم قريش اللى نامو على باب بيت الرسول
دول نامو على امل انهم يحتفظو بتاريخهم اللى حققوه على مدارسنوات ماضيه ولا وجود لاى ابداع بعد التاريخ المجيد دا
المسرح اصبح للاصحاب الحلات الخاصه وذوى الاحتيجات والمرضى والحششين وليست للابداع والمضمون والتوعيه
باتو الشباب فى وهم كبير اسمه النوادى اللى بقت زى المستشفى الحكومى كله يقطع تذكره كله يقدم كله يشهيص
تحت شعار اجنا بنجربى وكله بقى بيجرب لما وصل الحال بينا لاى حد فايت على باب المسرح رايح يجيب تعميره يشربها
يسال دا ايه كلاتى الرد دا مسرح يقرر انه يقطع تذكره ويدخل بس مش تذكرة مشاهد عادى لا دى تذكرة استاذ مخرج كاتب
والغريب انه بيحصد جوايز زى مايكون الساده الكرام فاهمينه وهو فاهمهم وكله على وتيره واحده الكيف بقى ياريس
الكيف عزوة بيخلى الاستاذ يبقى تلميذ والتلميذ يبقى استاذ وكله على كله ومحدش بقى فاهم مين المخرج من الكاتب من المتفرج
انا بس حبيت اخرج شوية انفعلات جوايه واسف انى اكون عديت حدودى باى لفظ بس هى دى الحقيقه يااريس
مشاهد وليس مبدع / ايمن عادل

ابني العزيز
المبدع ايمن عادل
تحياتي
اشكرك على مرورك الكريم . لكن كل ماأرجوه بعد افراغ شحنتك الغضبية على عالم المسرح في بورسعيد ألا يصل بك اليأس الى الاحباط والخروج من صف الدفاع والمقاومة من أجل هذا العشق الذى يجمع بين المبدعين رغم كل الظروف ، وحقاً اصبحت حالة المسرح في بورسعيد في تراجع مؤسف ( شأن الكثير من الامور التي تحدث في مصر) ولكن الامل في تقديم مسرح جاد وهادف يتناول مشكلات المجتمع الحقيقية مازال قائماً في أمانينا . فلنتحد ولنتقدم للامام دون تخاذل ولاشهيصــــــــــــــــــــــــــــــة .. نورت المنتدى