جماعة ابحار الادبية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

جماعة ابحار الادبية

واحـةالأدب العربي التي تحتضن كل مشارب الفكر والابداع مستهدفة إرساء قيم الحريةوالحق والخير والجمال دون إسفاف أو ابتذال . من أبناء بورسعيد الى مصر والعالم العربي..
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 صلاح عبد الصبور ... أحلام الفارس القديم

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
محمد عبد الهادي

محمد عبد الهادي


عدد الرسائل : 32
العمر : 47
الموقع : http://cappuccino-m.blogspot.com
تاريخ التسجيل : 17/10/2009

صلاح عبد الصبور ... أحلام الفارس القديم Empty
مُساهمةموضوع: صلاح عبد الصبور ... أحلام الفارس القديم   صلاح عبد الصبور ... أحلام الفارس القديم Icon_minitimeالخميس أكتوبر 22, 2009 3:06 am

علّمت عيني أن تري الألوان في الألوان

والضياء في الظلال

علّمت قلبي أن يشم ريح صدق القول والمحال

علّمت كفي أن تحس الدفء والصقيع

في أكفف رفقة المقام

أو صحبة الترحال

شبعت حكمة وفطنة

رويت رؤية وفكرا

لكنني

أحس فيك يا مدينتي المحيِّرة

بأنني

أضلُّ من رسالة مغْفلة العنوان

وأنني

سوف أظل واقفا علي نواصي السكك المنحدرة

أبحث عن مكان

وربما

يلمسني ما يلمس النبات والحديد والجدران

ويسقط الصدأ

عندئذ , نكون يا مدينتي صنوان

وأعرف العنوان

معذرة مدينتي

قلبي عطشان إلي محبتك

وربما لو زدت حكمة وفطنة ورؤية وفكرا

عرفت أن قلبَك الآسيان

كمثل قلبي

شاردٌ يبكي علي دمامة الزمان[/font
]



حصل علي العديد من الأوسمة منها : جائزة الدولة التشجيعية عام 1965، ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولي عام 1965، وجائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1981 ، ووسام الاستحقاق من الدرجة الأولي ، والدكتوراه الفخرية في الأدب من جامعة المنيا عام 1982

رحل صلاح عبد الصبور في 14 / 8 / 1981 اثر نوبة قلبية حادة بعد مشادة كلامية في بيت الشاعر احمد عبد المعطي حجازي الذي كان قد عاد من باريس , ورغم أن عبد الصبور مات في الصيف إلا انه كان قد تنبأ بموته في قصيدة " أغنية للشتاء " في ديوانه " أحلام الفارس القديم " :

ينبئني شتاء هذا العام أنني أموت وحدي

ذات شتاء مثله , ذات شتاء "

ترك لنا صلاح عبد الصبور تركة فنيه ثرية جدا شعرا ومسرحا وفكرا ونقدا :

* ترك 6 دواوين شعرية هي : الناس في بلادي 57 وأقول لكم 61 وأحلام الفارس القديم 64 وتأملات في زمن جريح 70 وشجر الليل 72 والإبحار في الذاكرة 79

* وخمس مسرحيات شعرية : مأساة الحلاج 64 ومسافر ليل 69 والأميرة تنتظر 70 وليلي والمجنون 70 وبعد أن يموت الملك 73

* و13 كتاب فكري ونقدي منها قراءة جديدة لشعرنا القديم 68 وحياتي في الشعر 69 وكتابة علي وجه الريح 80

وبعض الترجمات أيضا مثل سيد البنائين لهنريك ابسن 57 وحفل كوكتيل لاليوت 64


ويرما للوركا عام 67 .




1 – التراث عند عبد الصبور :

يقول صلاح عبد الصبور في مقدمة الأعمال الكاملة : التراث هو جذور الفنان الممتدة في الأرض والفنان الذي لا يعرف تراثه يقف معلقا بين الأرض والسماء .

قد تكون كلمة التراث سهلة المفهوم عند معلمي اللغة حيث يعرفونه علي انه كل ما خطه الأقدمون , أما الشاعر فالتراث عنده هو كل ما يحبه في هذه المخطوطات .. كل ما يجد فيه غذاء الروح ونبع الإلهام ولذلك فهو مطالب دائما بالاختيار

يقول في ذلك صلاح عبد الصبور : الآن نحن نبحث عن الشاعر في شعره وعن التجربة وراء اللفظ وندرك أن الشعر هو إحساس أولا وتعبير عن ذلك الإحساس بعد ذلك .

وتبعا للمتغيرات الاجتماعية تختلف وظيفة الشعر الاجتماعية من عصر إلي عصر , وفي كتابه قراءة جديدة لشعرنا القديم يقول عبد الصبور عن ذلك : الوظائف التي قام بها الشعر العربي في تاريخه لم تمنعه قط من أن يستشرف آفاق التعبير وان يحقق من خلالها عميق التجربة .


وقد استعار عبد الصبور نظرية اليوت في الموروث الأدبي والتي يتلخص احد وجوهها في محاكمة آثار الماضي علي ضوء التجربة المعاصرة , اليوت مثلا أعجبه في أدبه الانجليزي القديم ملتون وبليك وشكسبير ولم يعجبه سوينبرن مثلا وقد ساق ذلك بمفهومه هو المعاصر .. ورغم أن العقاد نفسه قد ساق قصيدة تشبه الشعر ألتفعيلي كثيرا وهي قصيدته ( دكاكين يوم البطالة ) في ديوانه عابر سبيل - إلا أن العقاد قد ساق كل مقاطع القصيدة بنفس تصميم المقطع الأول – إلا أن تجديد شعراء التفعيلة تسبب في القطيعة بينهم وبين العقاد لدرجة أنهم ذكروا أن روافدهم تتمثل في التراث العربي القديم مستثنيين العقاد ومنكرين دوره ولم يعتبروه احد روافد الشعر ويتجلي ذلك في اعتراف عبد الصبور بتأثره في بواكيره بمحمود حسن إسماعيل وعلي محمود طه وإبراهيم ناجي كما عبر عن إعجابه بإيليا أبو ماضي




2 – التجديد عند عبد الصبور :

تنوعت بدايات عبد الصبور بين القصائد التي اتخذت البيت وحدة لها وبعض قصائد المقاطع – التي تشبه الموشحات – وقليل من القصص القصيرة كما كتب نقدا أيضا , وكأنه كان يبحث عن طريقه الأدبي . إلي أن قرر دمج العنصر القصصي في الشعر فخرجت قصيدته التفعيلية أشبه بالقصة الشعرية .. وكانت بداية قصائده التفعيلية هي " أبي " التي نشرت في مجلة الثقافة 5 / 1 / 1953 .. وللعجب أن عبد الصبور نفسه كان قد هاجم الشاعر السوداني الزبير علي, علي قصيدته التفعيلية " الضفادع " واتهمه بأنه يكتب نوعا من الشعر المنثور وذلك علي صفحات مجلة الأديب مما دعا الزبير أن يرد عليه في نفس المجلة وعلي قصيدة الحزن لعبد الصبور عدد 10 / 1953 بتعقيب ظريف " بماذا تفسر هذا التحول يا سيدي ؟ " إلا أن المتأمل لتجربة عبد الصبور يجد انه لا تناقض في مسيرة عبد الصبور اللهم إلا انه كان يرفض ضعف البدايات في تجارب التفعيلة الأولي ... وربما يؤكد ما أشير إليه كل من يطلع علي قصيدة عبد الصبور الأولي " أبي " والذي يقول في مطلعها :

وأتي نعي أبي هذا الصباح

نام في الميدان مشجوج الجبين

حوله الذؤبان تعوي والرياح

ورفاق قبّلوه خاشعين

وبأقدام تجر الأحذية

وتدق الأرض في وقع منفر

طرقوا الباب علينا

وأتي نعي أبي

وهذه القصيدة هي قصة شعرية تعبر عن حالة الاغتراب التي يعيشها الإنسان – حيث لم تكن مرثية حقيقية لان والد عبد الصبور كان حيا وعاش بعد ذلك فترة أيضا – وتجربة عبد الصبور هنا استفادت من التصرف في عدد تفعيلات البيت لتعطيه حرية التعبير بشكل أرحب كما أن الشكل القصصي يفسح المجال لالتقاط صور الحياة وهو أسلوب محبب للمتلقي

هكذا بدأ عبد الصبور خطوة التجديد , والتي كان لابد أن يصحبها نظرية جمالية , ربما أسس لها ديوان " شظايا ورماد " للعراقية الرائعة نازك الملائكة 1949 والتي قالت في مقدمته " إن الشعر العربي يقف اليوم علي حافة تطور جارف عاصف " وقد صرح عبد الصبور في أكثر من مناسبة – مثل الحوار الذي أجراه فاروق شوشه معه في مجلة الآداب البيروتية 10 / 1960 , أو حواره مع الشاعر السوري حسان عطوان في مجلة الدوحة القطرية 10 / 1981 – إن ديوان الملائكة نبهه إلي الشكل الجديد .

وربما لم يؤثر ديوان الملائكة علي عبد الصبور فقط .. فقد اثر علي جيل كامل من شباب المبدعين وقتها مثل عبد المنعم عواد يوسف وحسن سند وكمال نشأت وفوزي العنتيل وحجازي وشوشه وأبو سنه وغيرهم .. وقد تبلورت المطالب الجديدة لشعراء التفعيلة في 3 قضايا هي ** الحرية : حيث يقول عبد الصبور " من حق هذا الجيل الذي نعيش تجاربه أن يتقدم في طريقه وان يسهم في تطور البشرية وان يستخدم طاقاته في أفق أوسع مما انتهي إليه أدباء الجيل الماضي " , وقد علق عبد الصبور علي تجربة التجديد لديه من منطلق الحرية قائلا انه وجد نفسه اقدر علي التعبير بحرية وان الشكل الجديد اقدر بشكل خاص علي احتواء ما يريده الشاعر من الاكتمال المعماري للقصـيدة .. ** علاقة الشكل بالمضمون : من بديهيات النقد أن العلاقة بين الشكل والمضمون علاقة عضوية , وعلي هذا يقول : أصبحت التفعيلة التقليدية وحدها وحدة عروضية قائمة بذاتها وصارت القافية عنصرا عفويا دون إلزام .

بعد عامين فقط من اتجاهه للشعر ألتفعيلي قال عبد الصبور في مقال بمجـلة الآداب 1 / 1955 : " أهم مظاهر وحدة القصيدة هي الجريان – انسكاب الأبيات انسكابا مترابطا – وهذا مظهر شكلي ومضموني معا "


** المعاصرة : ولعل ابرز ما قاله عبد الصبور عن ذلك " لقد ساعدني الشعر الحديث علي الإلمام بتفاصيل تصبح سخيفة إذا كتبت بالشكل القديم " وقد تجلت المعاصرة عند شعراء التفعيلة في تحولهم من الشفاهية إلي الكتابية واستخدام الموسيقي الإيحائية وظهور المسرحيات الشعرية وهي انجازات – في رأيهم – لا يمكن التوصل إليها من خلال الأشكال التقليدية


3 – وظيفة الشعر عند عبد الصبور :

في مرحلة مبكرة من حياة عبد الصبور الأدبية اتخذ الواقعية منهجا , ورأي أن أديب المستقبل مفكر أو صاحب موقف , إلا انه حاول تفادي السلبيات التي يمكن أن تنجم عن هذا التصور حيث وضح انه لا يمكن للأديب أن يكون داعيا سياسيا أو فيلسوفا منهجيا بل لابد أن ينتقل فكره إلي تعبير عفوي متخذا صورا فنيه .. ودلل علي ذلك في شعر اليوت وناظم حكمت .

ومن أهم ما تحدث به عبد الصبور عن جدوى الشعر قوله في كتابه ( قراءة جديدة لشعرنا القديم ) : " كانت حياتنا جديرة بأن نفقد الفضيلة لو افتقدت الشعر , ولست اعني بالفضيلة هنا مفردات الأخلاق لكنني اعني الفضيلة الأم .. وهي تقدير الحياة والنفس الإنسانية "

ولو جردنا المقولة الأخيرة من كلمة شعر فسنجدها تنطبق علي كافة الفنون الاخري .


وفي كتابه حياتي في الشعر ذكر عبد الصبور إن المعاني الإنسانية يوضحها الاقتراب من عالم الشعر والفن بشكل عام .. كما وضع تعريفا للشعر يقوم علي أن ( الشعر ليس شيئا يقال بل طريقة يقال بها هذا الشعر .. انه احتجاج علي الابتذال ) الشعر عند عبد الصبور هو صوت إنسان يتكلم مستعينا بالقيم والأدوات الفنية لكي يكون صوته انقي واصفي من غيره فهو يستعين بالموسيقي والإيقاع والصورة والذهن والخيال .


4 – المسرح عند عبد الصبور :

قد كان الشعر ألتفعيلي بإمكاناته الجديدة مدخلا لعبد الصبور إلي عالم الدراما الشعرية , وقد نجحت تجاربه المسرحية نظرا لوعيه بطبيعة الفن الذي يطرقه .. وقد صرح عبد الصبور في كتابه حياتي في الشعر بأنه حاول كتابة المسرحية الشعرية قبل مأساة الحلاج ولم تتم تجاربه

في كتاب الشاعر رفعت سلام ( المسرح الشعري العربي ) يقول : حينما دخل صلاح إلي ساحة المسرح الشعري كان عليه أن يصل بالشعر الدرامي إلي نهايته الحتمية : الدراما الشعرية , تخلصا من الخطابية والترهل .


ويري رفعت سلام أن مراحل عبد الصبور في المسرح الشعري ترتبط بمناخ البحث عن الحرية والحب والعدل في مواجهة البطش والقهر .. كما كشفت دراسة للدكتورة ثريا العسيلي عن أن الإحساس بالقهر هو الرؤية الثابتة في كل مسرحيات عبد الصبور . وان الشاعر ينتمي دائما إلي الصنف المقهور .




** أخيرا :

في فترة كان المذهب الواقعي هو البضاعة الرائجة في السوق الأدبية , وقد ترتب علي ذلك أن احتمي تحت هذا اللواء كل دعي أفاق وكل عاطل عن موهبة حقيقية وساد الحياة الأدبية لون من ألوان الجفاف الفني والعاطفي وخرجت إلي الوجود قصائد جدباء عقيمة .. كان صلاح عبد الصبور احد قلائل فهموا الواقعية علي حقيقتها وانه توجد إلي جانب مشاكل الناس العامة مشاكل فردية خاصة في ظل مجتمع مثل مجتمعنا الشرقي الذي لا يزال يرزح تحت قيم اجتماعية متخلفة وأخلاقيات جامدة ويتأرجح بين مظاهر المدنية الجديدة ورواسب طويلة من الانعزالية . هذا المجتمع الضائع وسط مطالب العصر التحررية وطموح الإنسان للحرية وبين تقاليد تجذبه إلي مثاليات زائفة وبعيدة عن روح العصر .. عاش عبد الصبور في هذا المجتمع وكان له قلب يؤمن بأن الحب قوة خلاقة وابعد ما تكون عن تخدير الناس وصرفهم عن مشاكلهم

الناس في بلادي جارحون كالصقور

غناؤهم كرجفة الشتاء في ذؤابة الشجر

ويقتلون , يسرقون , يشربون يجشئون


لكنهم بشر !!!




** المراجع :



- حياتي في الشعر ... صلاح عبد الصبور

- القصيدة الحديثة وتجلياتها عبر الأجيال ...... عبد المنعم عواد يوسف

- ضمير الشعر المصري ..... عبد الناصر عيسوي

- المسرح الشعري العربي ....رفعت سلام - المسرح الشعري عند عبد الصبور.... ثريا العسيلي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://cappuccino-m.blogspot.com
مها صالح

مها صالح


عدد الرسائل : 11
العمر : 38
تاريخ التسجيل : 17/10/2009

صلاح عبد الصبور ... أحلام الفارس القديم Empty
مُساهمةموضوع: رد: صلاح عبد الصبور ... أحلام الفارس القديم   صلاح عبد الصبور ... أحلام الفارس القديم Icon_minitimeالخميس أكتوبر 22, 2009 12:32 pm

الصراحة عجز لساني عن الكلام ..بالفعل لو اردت ان اتعرف على شخصية صلاح عبد الصبور ..فأنت خير دليل
الحقيقة انك الممت بكل الجوانب المطلوبة لنا حتى نتعرف على شخصة رائعة مثله وقد رتبت الافكار بشكل سلس وسهل ..وبالفعل ذلك يدل على ثقافتك الكبيرة وتفكيرك المتطور والرائع ..وشخصية صلاح عبدالصبور ..مثال جميل للكتابة عنه ..يستحق بالفعل
دامت كتابتك وافكارك لنا بكل النجاح
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
صلاح عبد الصبور ... أحلام الفارس القديم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
جماعة ابحار الادبية  :: الإبداع الدرامي :: دراسات نقدية-
انتقل الى: