ماذا جنيت أنا بحقك ياحبيبي
بالأمسِ كم حدقَّتَ وِدّاً في عُيوني
واليومَ رحتَ تشيحُ وجهَكَ
في الزوايا
بالأمسِ كم ساهرْتَني حتى بزوغِ الزقزَقات
واليومَ كالغربانِ قبْلَ القُبرات
إنّي لحمقاءٌ وأنتَ الألْمَعي
أنتَ الخفوقُ الحيّ
وأنا التَجَمُدُ كالحَجر
يا كلَّ أنّاتِ النساءْ
وعبْرَ كلِّ الأزْمِنة
ماذا جنيتُ أنا بحقِكَ ياحبيبي
دمعُ امرأة
أمسى كماءٍ ودماء
بهما اغتسلت
ماعادَ ذاكَ الحُبُّ أُمّا
بلْ مثلَ زوجةِ والدٍ لي قد غدا
لا تنتظرْ إذ ذاكَ وهجَ تعقُّلٍ
أو رحمةً مني سُدى
تمضي السفائنُ بالأَحِبَة
وتقودُهم دربٌ ، بياضٌ في الدروبِ
في كلِّ صوبٍ تنهضُ الآنّاتُ
في كلِّ المدى
ماذا جنيتُ انا بِحَقكَ ياحبيبي
بالأمسِ حتى عندَ أقدامي جلست
قارنتَني بالصينِ إجلالا *
وبلحظةٍ أبعدتَ كفيكَ رجعت
فَهَوت حياتي مثلما قِرشٌ صَديء
ها إنني أبدو كقاتِلَةٍ هنا أطفالَها
بالقُربِ من حُكامِها
وقبيحةٌ وجبانَة
لكنَّني حتى بنارِ جهنَّم..
سأصيحُ بك:
ماذا جنيتُ أنا بحقِك ياحبيبي
أسألُ المقعدَ والسرير
فيمَ تحملتُ .. أُعاني
قُبلي ملَّلَت
فالموتُ حَقُك
ويُقالُ لي ستكونُ أُخرى لِلقُبَل
علَّمتني ماالعيشُ حتى في أتونِ النار
ورمَيتَني وسْطَ الفلاةِ إلى الجليد
أُنظرْ إذن بي ما فَعَلت
ماذا جنيتُ أنا بِحَقِكَ ياحبيبي
إنّي لأفهمُ كلَّ شيء
كُفَّ الهراء
وغدوتُ ألمحُ كلَّ شيءٍ مِن جديد
واضحٌ أنّي إذن
ماعُدتُ حبَّك
والحبُّ إذ يتراجعُ
يدنو المواتُ الزارعُ
لا بدَّ للتفاحِ أن يهوي عن الغصنِ
مادامَ قد نضجا
من غيرِ هزِّ الجذعِ من تلقائِهِ يهوي
عُذرا فسامِحني إذن في كلِّ شيءٍ
مِن لهيبي
ماذا جنيتُ أنا بِحقِكَ ياحبيبي
[center]ترجمة أيمن أبو شعر