جماعة ابحار الادبية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

جماعة ابحار الادبية

واحـةالأدب العربي التي تحتضن كل مشارب الفكر والابداع مستهدفة إرساء قيم الحريةوالحق والخير والجمال دون إسفاف أو ابتذال . من أبناء بورسعيد الى مصر والعالم العربي..
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 دليل مشرف الأيتام ج 1.. مراجعة وتقديم أ / عبده العباسي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبده العباسي




عدد الرسائل : 14
تاريخ التسجيل : 03/02/2010

دليل مشرف الأيتام     ج 1.. مراجعة وتقديم أ / عبده العباسي Empty
مُساهمةموضوع: دليل مشرف الأيتام ج 1.. مراجعة وتقديم أ / عبده العباسي   دليل مشرف الأيتام     ج 1.. مراجعة وتقديم أ / عبده العباسي Icon_minitimeالخميس أغسطس 05, 2010 2:44 pm










دليل مشرف الأيتام

المقدمــــــــــــــــة




نظرا الى التوسع الكبير في مشروع كافل اليتيم سواء من حيث عدد المكفولين او المشرفين او الدول التي شملها المشروع فقد تم التفكير في اصدار دليل لمشرفي الايتام لتنمية قدراتهم في التعامل مع الايتام .

ان الخدمة الاجتماعية اصبحت من العلوم المهمة في مجال تقديم الخدمات الانسانية ولها اسس واضحة لكي يمكن ان يستفاد منها في مجال تقديم الرعاية لاية فئة من فئات المجتمع حيث ان المساعدات المادية لم تعد تحقق الهدف التنموي الذي يمكن ان يعود على الفرد لكي يصبح فردا سليما في المجتمع .

لقد تم اعداد هذا الدليل بشكل مبسط والذي يوضح مبادىء واهداف الخدمة الاجتماعية في مجال العمل مع الايتام .

وحيث ان العمل الحالي لاغلب المشرفين هو توصيل مبالغ الكفالة وكتابة التقارير الدورية عن الايتام فيما ان المفترض ان مهمة المشرف تقوم اساسا على التعامل مع هؤلاء الايتام لمساعدتهم في تخطي هذه المرحلة من عمرهم لاتجاههم في المجتمع بشكل سليم مستفيدا من جميع الامكانيات المتوفرة قدر الامكان وبالاخص الامكانيات المتوفرة لدى اليتيم نفسه .



ان قسم الرعاية الاجتماعية وهو يصدر هذا الدليل ليذكر بالفضل من قام باعداده داعين الله العلي القدير ان يتقبل منه عمله وأن يكون في ميزان حسناته .

ووفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه ،،،



تعريف الخدمة الاجتماعية فى مجال الايتام :ـ

الخدمة الاجتماعية فى مجال الايتام هي الطريقة التي تستخدمها اللجنة لتقديم خدماتها للايتام لتنبيه واستثمار قدراتهم للنضج الاجتماعي للاستفادة من امكانياتهم وامكانيات المجتمع وامكانيات اللجنة نفسها للتغلب على العقبات الاجتماعية والدينية والثقافية التي تعوق نمو اليتيم نموا سليما وتوضيح ذلك فيما يلي :ـ

أولا : الطريقة :ـ

هي الاسلوب الخاص الذي تتعبه اللجنة في تحقيق اهدافها عن طريق مشرف الايتام ، على ان يكون ملتزما بمبادىء واهداف اللجنة في مساعدة اليتيم .

ثانيا : مؤسسية :ـ

أي أن الخدمة أوالمساعدة يجب أن تقدم عن طريق اللجنة مرتبطة باهدافها ووظيفتها وشروط العمل فيها ، فمشرف الايتام موظف باللجنة ليس له ان يخرج عن نطاقها وحدود العمل التي رسمتها له وترجع اهمية ذلك الى عدة نواحي منها :ـ

1 ـ أن شروط اللجنة وتطبيقاتها نوع من تدريب اليتيم على الخضوع لتفاعل معين ، اذ ان انطباق الشروط احد الجوانب التي يتفاعل معها اليتيم ، كما ان قبول اليتيم لتقديم المستندات والبيانات مجال لتفاعل اليتيم في التسليم بحق اللجنة في التصرف في بعض شئونه بالتعاون معه فهي عملية تفاعلية .

2 ـ ان اللجنة لها صفة الرسمية في الاتصال بالهيئات والافراد والموارد الموجودة في المجتمع ، ومشرف الايتام يعتبر مندوب اللجنة بالنسبة للبيئة الخارجية في العمل الذي يقوم به ، وعليه ان يرتبط بجميع المبادىء والقيم التي من اجلها تعمل اللجنة ، بل ان اللجنة تذوب في شخص مشرف الايتام فهو في نظر اليتيم المسئول عن توصيل خدمات اللجنة اليه .

3 ـ ان ارتباط مشرف الايتام باللجنة يخضعه للاشراف الفني والاداري ، وهذا يساعده على ان يتبين موقفه سواء بالايجاب او السلب من التعامل مع الايتام ، لكي يتأكد من عدم خروجه على المبادىء والقيم الخاصة للجنة ، وهذا الاسلوب يساعد على تنمية مهارة مشرف الايتام وزيادة كفايته ، هذا الى جانب ان ارتباط مشرف الايتام باللجنة يعتبر المصدر الوحيد لاتصاله باللايتام ، كما ان المكان الوحيد الذي يجب ان تحفظ فيه تقارير الايتام هي اللجنة صونا لسرية المعلومات التي يحصل عليها مشرف الايتام ، وان هذه المعلومات ملك لطرفين اثنين احدهما اليتيم والآخر اللجنة ، وليس من حق مشرف الايتام التصرف باي معلومات عن اليتيم الا بموافقة نظام اللجنة .







ثالثا : التنبيـــــه :ـ

عملية التنبيه هي محاولة ايقاظ الطاقات الكامنة عند الايتام ، حيث ان اليتيم عادة في افريقيا ليس لديه الوعى الكافي نتيجة التخلف الثقافي والفقر والاستعمار وضعف الوازع الديني التي سيطرت على القارة لآماد طويلة والتعصب القبلي والتزمت من جهة أولياء الامور والسلبيه مما يجعلهم يعانـون مـن التواكل ويلقـون على مشرف الايتام واللجنة حـل مشاكلهم دون ان تظهر لديهـم المـيول الحقيقيـه للتعـاون في علاجهـا ، لذلك فإن طاقتهـم تظل محبوسة دون ان تحرر ومن ثم نسمع صيحات كل من مسئول الايتام ومشرفى الايتام بالشكوى من اليتيم من انه جاهل غير متعاون لا يطمـع إلا في المساعـده الماليـه ، ومسئوليـة تفجـير هـذه الطاقـات تقـع علـى عاتـق مشرفى الايتام إذ انهـم هـم المسئولـون عن عمليـة التنبيـه لطاقـات اليتيم وتحررهـا مـن الآفـات الاجتماعيه التي تعطل استفادة الايتام من خدمات اللجنة.

رابعاً : أستثمار قدرات اليتيم :ـ

أستثمار قدرات اليتيم تهدف إلى زيادة طاقتهـا بعـد أكتشافهـا ثم توظيفها، وزيادة قـدرة اليتيم على التفاعل السليم بتهيئة الظروف المناسبه وأزالة المعوقات التي تحول دون توظيفهـا، وممـا يساعد على استثمار قدرات اليتيم ، هو وقوف اليتيم نفسه على ما لديه من قدرات لم يكن متنبهـاً لها،ويجب على مشرف الايتام الا ينظـر إلى نواحـي الضعف في اليتيم كعوامـل معوقة ، ولكن ينظـر لنواحـي القـوه الموجــوده فيـه والباقيـه لديـه ونساعـده على استثمارهـا وتنميتهـا وحسـن الاستفاده منها ، ومما يساعـد على استثمار قـدرات اليتيم هـو مرورهـا بنوع مـن الخبره الجديده تعتـبر محكاً لقوتهـا وتساعـد على اكسابـه مهـارات جديده تدعـم هـذه الطاقات أو القدرات التي يتمتـع بهـا كل فـرد ، ونقصد بالقـدرات الطاقـات الحيويـه من قـدرات جسميـه وعقليه ونفسيه ودينيـه فالمهـارات نـوع مـن القدرات التي يتمتـع بهـا اليتيم شأنها شأن مستوى الذكاء ، وتتأثر هذه القدرات بطريقة التنشئه الذي نشأ عليها اليتيم ومنها العلاقات الاجتماعيه التي تعـود عليها والخبرات التي مر بها ، فقد ينحرف توظيف هذه القدرات أو تتعطل الاستفاده منها نتيجـة الانمـاط السلوكية السائدة في المجتمـع الـذي يعيش فيه ويمكـن القول بأن العوامـل الاساسيـة في الحـد مـن قدرات اليتيم للتفاعل الايجابي هــي:ـ

1 ـ جهل اليتيم بما لديه من قدرات وطاقات نتيجة عدم توافر الوعي لديه .

2 ـ وجود ضغوط خارجيه تحد من استخدام هذه القدرات .

3 ـ التوتر الداخلي الذي يعاني منه اليتيم فيصرفـه عن الاستفاده مما لديه من قـدرات واستثمـار القدرات استثماراً سليماً يقود اليتيم إلى أن يصل إلى مرحله من مراحل النضج الاجتماعي .



خامساً : النضج الاجتماعي :ـ

هـو وصول اليتيم إلى مستوى من تكامل الشخصيه ، بحيث يصبح قادراً على تناول أموره بوعــي كافي ويستجيب أستجابات سليمه ويعتبر الشخص ناضجاً إجتماعياً إذا كان :ـ

1 ـ خالياً من صفات النقص أو الاضطراب أو الضعف أي انه في حاله من الصحه النفسيه جيدة .

2 ـ أن يكون تفكيره وأستجاباته الانفعاليه وسلوكه مسايراً للمعايير العامه في بيئته ومجتمعه والمجتمع

الاسلامي .

3 ـ قدرته على الاستفاده بموارد وأمكانيات البيئه الموجوده فيها بحيث يكون قـادراً على أستغـلال فرص

التعليم والصحه والانتاج والترفيه في البيئه التي يعيش فيها .

4 ـ أن يكون قـادراً على مسايرة التدريب والاعـداد المهـني وأكتساب مهـارات تساعـده على ان يعمل ويكسب ليفي حاجاته الضروريه بحيث لا يلجأ إلى مساعـدة الغـير مـره أخـرى .

ونحن لانفترض أن اليتيم عندما يتصل باللجنة يكون فاقداً لجميع هذه النواحي والا لأصبح شخص غير عادي ولكن ينقصه جانب من هذه الجوانب أو بعضها بدرجات متفاوته والـذي يهمنا في الامر هو استثمار قدرات اليتيم للوصول إلى درجـه معقولـه مـن النضج الاجتماعـي بحـيث يصبح تناول أموره بنفسه دون مساعده خارجيه.



سادسا : للأستفاده من أمكانياتهم وأمكانيات المجتمع :ــ

1 ـ المفروض في التعامـل مـع اليتيم هـو الاستفـاده من أمكانياته في المقام الأول حتـى إذا عجـزت أمكانياتـه عـن أن تسد احتياجاتــه سعى مشرف الايتام واليتيم إلى البحـث عـن مـوارد المجتـمع الخارجي للأستفاده منها .

2 ـ والاستفـاده مـن امكانـيات اليتيم في المقـام الأول ضروره حتميه إذ أن الهدف الاساسي من التعامل مع اليتيم هو مساعدتـه على أن يستقل مستقبلاً بامكانياتـه دون مساعده خارجيـه .

3 ـ وبمـا أن الخدمـة الاجتماعية تعمـل للصالح العام فإن أمكانيات المجتمع يجب أن تهيأ للافـراد الاكـثر حاجه من غيرهم والذين تعجـز مواردهـم عـن سـد أحتياجاتهـم فـإذا لم تفي لجـأت اللجنة إلى أمكانيـات الجهات الاخـرى لسـد العجـز ،ويقصـد بالأمكانيـات ـ الـموارد البشريـة أو الموارد الماديه .



فمثلا الامكانيـات البشريـة هـم الافـراد الذين يعيش اليتيم في محيطهـم كأفـراد الاسـره أو زملائـه أو المشرفين عليه أوالمدرسين في المدرسه ، والامكانيات الماديه كالموارد الماليه الخاصه باليتيم والتي يمكـن الاستفـاده منهـا استفـادة تـامه أوجزئيه سواء كانت متوفره لديه أو مساعده يحصل عليها من أى جهة.

ولأستفـادة اليتيم مـن امكانياتـه سواء منها الماديه أو البشريه قد يحتاج الأمر إلى تعديل الظروف في بيئة اليتيم الداخليه أو الخارجيه ، وزيادة طاقة هذه الامكانيات على ان تسد احتياجات اليتيم التي أدى نقصها إلى وقوعه في المشكله ، فحسن معـاملـة المعيل حاجة اساسيه لليتيم يستمدها مـن الامكانيـه البشريـه في الاسـره الممثلـه فيها ، ويحتـاج الامـر إلى تعديل أتـجاه الاسـره نحو هـذا اليتيم حتى يمكـن اشبـاع حاجـته ، والامكانيات البشريـه في اللجنة تتمثـل في الاشخـاص الفنيه باللجنة الذين وظفوا لهذا الغرض كمشرف الايتام ومحفظ القرآن الكريم والطبيب المعالج ، فإذا لم تكـن هـذه الموارد البشرية متوفره باللجنة احتاج مشرف الايتام للاستعانه بها او يوجه اليتيم للأستفاده من موارد البيئه كالخدمات الطبيه والتدريب المهني والتعليم الديني .

سابعاً : للتغلب على العقبات التي تعترضهم :ـ

أن جميـع الجهـود التي يبذلها مشرف الايتام مـع اليتيم تهـدف إلى مساعـدة اليتيم على تخطي العقبات الاجتماعيه التي تعترض حسن تكيفـه ، فالمشكـلات تشمل قطاعين أساسيين أحدهما يرجـع إلى النواحـي الذاتيـه لليتيم أى اضطراب بعـض جوانب تكويـن شخصيتـه ،والقطـاع الآخـــر يرجـع إلى عوامـل بيئيـه محيطـه باليتيم ، ومساعـدة اليتيم على تخطـي العقبـات الاجتماعيـه الـتي تعترضه يستلزم أسلوباً علمياً ، يقوم أساساً على تفهم ودراسة العوامل التي أدت باليتيم إلى موقفه هـذا ، وايـجـاد الترابـط بين هـذه الاعـراض التي يشكو منها والعوامـل المسببـه لها وعلى ضوء هذا يستطيـع مشرف الايتام وضـع المنهـج الذى سيتبعـه اليتيم في تخطي العقبات التي تعترضه وعلاج الموقف علاجاً سليماً .



أهداف الخدمة الاجتماعية في مجال الايتام :ـ

1 ـ ان يكون لديه القدرة على البت في الامور والمشكلات التي تعترضه والتصرف فيها تصرفا يحقق السعادة دون تعارض مع قيم الدين الاسلامي وقيم المجتمع وظروفه .

2 ـ ان يكون متحررا من القلق والصراع الذي يحد من طاقته على الانتاج .

3 ـ ان تتوفر لديه القدرة الكافية على التدريب على العمل والقيام بنصيبه في الانتاج بكفاية تسمح له بالاستقرار فيه .

4 ـ ان يستطيع تكوين علاقات تساعده على ان يعيش داخل اسرة وان يكون اسرة جديدة ملتزمة بتعاليم الدين الاسلامي .

5 ـ تتوفر له مقومات تكوين علاقات سليمه مع البيئة الخارجية المحيطة به .

6 ـ ان تخلو نفسه من الميول العدوانية العنيفة والتعصب والتحيز القبلي تجاه مواقف الحياة العادية التي يتمتع بها الاخرون .

7 ـ ان يستطيع فهم حاجات الاشخاص المحيطين به ويستطيع مشاركتهم وجدانيا المشاركة المناسبة التي لاتتعارض مع تعاليم الدين الاسلامي .

8 ـ ان تتوفر له القدرة على الاستفادة من طاقاته حتى ولو كان به عجز جزئي استفادة كاملة .

9 ـ ان يكون في استطاعته الاستفادة من امكانياته وامكانيات البيئة على مستوى من الكفاية .



المبادىء التي يجب أن يلتزم بها مشرف الايتام في العمل مع الايتام واسرهم :ـ

يعتبر تحديد الأسس والمبادىء ضروره حتميه كي تتضح أمامنا معالم الطريق ومبادىء العمل مع الايتام بأعتبارها مهمه انسانيه ، ولما كان الانسان في حياته اليوميه يحتاج إلى أن يعيش في تواد وتراحم فإن مبادئنا الانسانيه والأسلاميه في العمل مع اليتيم لن تخـرج عن هـذا المفهـوم ، ولكنها لا تعتمد على العاطفه وأنما تعتمد على العقل ونحن في استعراضنا لهذه المبادىء حسب الاسلوب العلمي سنضطر إلى عرض كل مبدأ على حده ولكـن ليكـن واضحـاً أنه لا يمكـن أن يعمل كل مبـدأ على حـده مستقـل عن غـيره مـن المبادىء ، فالتطبيـق العملي فى العمل مع الايتام يستلـزم نوعـًا مـن الامتـزاج الكامـل بين هذه المبادىء لتكوين الحاسـه المهنـيه لمشرف الايتام ، فاليتيم فرد أضطربت علاقاته الاجتماعيه بمجتمعه الذي يعيـش فيـه حياتـه اليوميـه ومـن ثم يضطـرب نظـام حياتـه ويسوء تكيفـه ويفقد الحب والاهتمام والحراره في العلاقات التي يلتمسها عند مشرف الايتام بشكل مركز تساعده على استعادة قوة علاقاته الاجتماعيه في المجتمع مره أخرى وهذا هو ما يزود به مشرف الايتام .

والمبادىء الانسانية لاوطن ولا قومية لها فبيئتنا العربية مهبط الأديان السماوية التي انبثـقت عنها مبادىء الأنسانيه التي عرفتها البشرية ، والاسلام بصفة خاصة قد أبرز هذه المبادىء بشكل واضـح ونـحن الشعـوب الأسلاميـة نعيش على المبادىء الروحانيـة ، فلا غرابـة من وجود هذه المبادىء في اسلوبـنا المهـني بل الغرابـة وكل الغرابـة أن لا نتمسك بهـذه المبادىء في علاقتـنا المهنيـة بايتامنا وهم أحـوج الناس اليها بعـد أضطـراب ظروفهـم وحاجاتهم إلى ان يشعروا بالقلوب الرحيمة والعقول الواعيـة لتأخـذ بيدهـم وتعيـد اليهـم طاقتهـم الحيوية ، حتى يستطيعوا التخلص من الضغوط الواقعة

عليهم مـن ظـروف مجتمعهـم وأعادتهم إلى سير الحياه الطبيعيه مساهمين في عجلة الأنتاج بشرف وكفايه وثقه بالنفس .





المبدأ الأول


نضج الشخصية بالممارسة :

للتجربة أثر بالغ في حياة الانسان فالخدمة الاجتماعية فى مجال العمل مع الايتام تؤمـن بصفـه خاصه بأن الممارسه مهمـا كان فيهـا من ألم لليتيم هي السبيل الأساسي لنضجه ونمـو شخصيتـه ولتطبيق هـذا المبدأ توجد قواعد يجب الألتزام بها للوصول إلى النضج عن طريق الممارسة .



1 ـ تنبيه قدرات اليتيم:ـ

وسبق لنا أن تحدثنا عن تنبيه واستثمار قدرات اليتيم ونوجز ما أشرنا إليه من أن واجب مشرف الايتام هو اكتشاف القدرات ، بمعرفة ودراسة اتجاهات اليتيم وستعداداته واستشارة اليتيم للإهتمام بهذه الجوانب ، كما يستلزم الأمر في التنبيه إلى توضيح بعض الجوانب كالخطر أوشعور الفرد بالمسئولية .

2 ـ تخفيض التوترات الداخلية والضغوط الخارجية:ـ

لكي يستطيع مشرف الايتام الكشف عن الميول الحقيقية والإتجاهات والإستعدادات وكي يستطيع الوقوف على قدرات اليتيم سواء منها العقلية أو الجسمية أو النفسية أو الدينية ، وهو يحتاج إلى تخفيف التوترات الداخلية التي يعاني منها اليتيم ، إذ أن هذه التوترات كجوانب تدفعه إلى الإحساس بالقلق وعدم الإستقرار أو الخوف والإنقباض وتستحوذ عليه ، وقد يلجأ في بعض الأحيان إلى التبرير ليتخلص من مخاوفه أو الإنكار الشعوري أو اللاشعوري ،كإظهار عدم الفهم أو التواكل والتخفيف من التوترات يساعد اليتيم لوضع الإتزان النفسي وظهور القدرات على حقيقتها ،كما أن الضغوط الخارجية الناشئة عن البيئة مثل التعصب القبلي أو المعتقدات الدينية تؤثر عليه بردود أفعال تحول دون قدرته على تفهم الموقف وبالتالي تعجز عن توظيف قدراته توظيفا سليما ، وإزالة التوترات له وسائل عدة منها مساعدة اليتيم على التنفيس الذي يساعد على تخفيف هذه التوترات بالتعبير عما يعانيه من اضطرابات ، وقد تكون إزالة الضغوط وتخفيف التوترات ممكنة في بعض الأحيان بإدخال تعديل سريع على البيئة التي تحيط باليتيم كنوع من التمهيد للعلاج مثل تعديل اتجاهات سلوكية او عقائدية .

3 ـ مساعدة اليتيم على معرفة ذاته

ويقصد بذلك هو مساعدة اليتيم على فهم مالديه من قدرات حتى يستطيع الإستفادة منها ، ومعرفة الذات لاتتم بمجرد تلقين اليتيم ما اكتشفه معه مشرف الايتام من نواحي القوة في قدراته ، إذ أن اليتيم في حاجة إلى أن يجرب هذه القدرات ويضعها موضع الإختبار حتى يؤمن بما فيها من قوة ، ولذلك فإن معرفة اليتيم لذاته

لاتتم إلا عن طريق قيامه ببعض المسئوليات يجرب فيها قدراته ، على أن تتدرج هذه المسئوليات بحيث يطمئن اليتيم في نهاية الأمر إلى مالديه من قدرات ويستطيع الإستفادة منها .

4 ـ التقدير يقود إلى النجاح

النقد أو الذم أو العقاب لايمنع من تكرار الخطأ بينما التقدير المصاحب للتجربة يقود إلى احساس اليتيم بأهمية ذاته وبذلك يخلق عنده حوافز إرادة التغير فيقود إلى النجاح ، والنجاح يقود إلى اكتساب الثقة بالنفس كما أن النقد أو التشهير قد يؤدي إلى تثبيت الفعل الغير مرغوب فيه بإثارة حوافز إرادة الثبوت فيه ، والتقدير يعتبر نوعا من الثواب أو الجائزة التي يحصل عليها الإنسان نتيجة المجهود الذي بذله ويقوده إلى النجاح ، ومشرف الايتام عند تكليفه لليتيم لبعض المسئوليات يجب أن يثبته بتقديره للمجهود الذي قام به حتى يقبل اليتيم على الإستمرار في التجربة وبالتالي يستفيد خبرة تساعده على إستعادة ثقته بنفسه.

إن البحث عن نواحي القوة في شخصية اليتيم أولى من التنقيب عن نواحي الضعف فيه ومما ينفر الناس من مشرف الايتام هو ما عرف عنهم من أنهم يتعمقون بحثا عن هذه المثالب التي يحس معها اليتيم أنها تكشف عن عيوب يخجل منها بينما البحث عن نواحي القوة من اليتيم وإظهارها نوع من التقدير الذي ينشده اليتيم

إننا لاننكر أهمية الوقوف على جوانب الضعف في اليتيم لتقويتها ولكن النظرة الإنسانية تعتمد أساسا على تقدير نواحي القوة والإيمان بما لدى اليتيم من طاقات والوقوف على هذه النواحي هي سبيل مشرف الايتام لبناء الشخصية ونضجها .



5 ـ الواقعيــــة :ـ

ونعني بالواقعية مساعدة اليتيم على أن ينظر إلى واقع الأمر الذي يحيط به وهو يهدف إلى تعويد اليتيم من ممارسة في المواقف المختلفة على أن يؤجل إرضاء دوافعه ورغباته وأن يتحمل في سبيل ذلك قدرا معقولا من الألم ، وليس معنى ذلك أن مشرف الايتام يجب أن يعرض اليتيم للتجارب المؤلمة عن قصد فكلما كانت التجربة التي يمر بها اليتيم خلال خبرة سعيدة كانت محببة أكثر إلى النفس .





المبدأ الثاني


التـقبـل

قال تعالى :ـ ( ياأيها الذين آمنوا لايسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولانساء عسى أن يكن خيرا منهن ولاتلمزوا أنفسكم ولاتنابزوا بالألقاب بئس الإسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فاؤلئك هم الظالمون ) ـ سورة الحجرات ـ آية رقم ( 11 ) .



يختلف الأفراد في نوع السلوك عن بعضهم اختلافا بينا فلكل مستوياته الأخلاقية والإجتماعية التي تلزمه بالحياة في حدود معينة ، وقياس مشرف الايتام لهذه القيم على قيمه الخاصة يخلق هوة بينه وبين اليتيم، ولذلك فإن تقبل مشرف الايتام لليتيم وتقبل اليتيم للمشرف عنصرا هاما جدا فما هو المقصود بالتقبل؟

أن المبدأ يقرر وجوب تقبل مشرف الايتام لليتيم كما هو وليس كما يجب أن يكون وعناصره كما هي :ـ

1ـ احترام ذات اليتيم

بمعنى أن مشرف الايتام يجب أن يشعر اليتيم باحترامه لذاته وأن سلوكه لو كان خاطئا إنما يصدر عن غير قصد منه نتيجة عوامل داخلية وخارجية فيه وأن هذا الأمر يتعرض له جميع الأفراد ويسبب لهم متاعب، والمشرف الاجتماعى في هذه الحالة لاينتقد اليتيم ولايوافقه على اتجاهاته وسلوكه الخاطئ فهو يؤجل توجيه اليتيم لتعديل سلوكه إلى ما بعد أن تتوثق بينهما العلاقة المهنية ويستكمل دراسته للموقف لأن النقد عملية تجرح لذات اليتيم وتجعله يقف منها موقفا دفاعيا كما أن الموافقة كما ذكرنا فيها تثبيت لهذا السلوك حيث أن اليتيم انسان له مستوياته الثقافية والإجتماعية وأسلوب تفكير ، فلايجب ان يكون موضع نقد لنقص فى هذه النواحى ويجب على مشرف الايتام الايسخر من جهل ا ليتيم بشروط اللجنة او فهمه لحقيقة وظيفتها وخدماتها لان اليتيم شخص غريب عن العمل الاجتماعى باللجنة ، بل يجب ان تكون هذه فرصة مشرف الايتام لاشعار اليتيم باحترامه لذاته والاهتمام به بشرح شروط ونظام العمل باللجنة ، ويجب أن يكون احترام مشرف الايتام لليتيم عمليا ويستلزم إشعار اليتيم بذلك فمثلا لايصح أن يجلس المشرف بينما اليتيم واقف أثناء الحديث أو المقابلة لأن هذا يشعره بعدم احترام المشرف له .



2 ـ تحامل مشرف الايتام على اليتيم

وقد يرجع تحامل مشرف الايتام على اليتيم نتيجة لتكرار اليتيم للأنماط السلوكية السيئة أو عجز اليتيم عن تنفيذ الخطة العلاجية المتفق عليها لتكون سببا لتحامل المشرف .

3 ـ التأني في إصدار الأحكام على اليتيم

إن التسرع في إصدار حكم من الأحكام على موقف من المواقف دون دراسة مستفيضة يشعر اليتيم بأن مشرف الايتام يريد التخلص منه بأسرع ما يمكن ويجب على المشرف الا يشعر اليتيم بأنه متسرع في أحكامه عليه .

4 ـ تقدير شعور اليتيم

يستدعى من مشرف الايتام إشعار اليتيم بتفهمه للألم الذي يعاني منه وبصعوبة الموقف الذي يتعرض له وتقدير شعور اليتيم يشعره بأن المشرف لاينظر إلى ضعفه نظرة إقلال أو استهانة بينما هي في نظر اليتيم متضخمة ، وليس معنى تقدير شعور اليتيم هو المبالغة في تضخيم الموقف لأن المبالغة تشعر اليتيم باليأس من علاج الموقف

وتعديل الظروف المحيطة به ، وتقدير شعور اليتيم يساعد على اطمئنانه إلى مشرف الايتام إلى أنه قادر على تفهم حقيقة احساسه وهذا يشجعه على التعبير عن حقيقة مشاعره في المواقف المختلفة كما أنه يساعد اليتيم على عدم إخفاء بعض مواقف الضعف .

5 ـ اطمئنان اليتيم لمشرف الايتام

ونعني في هذه الناحية بأهمية هذا العامل كدافع لليتيم للإطمئنان إلى مشرف الايتام فإن اليتيم عندما يلجأ إلى اللجنة طالبا العون منها ليس له الحق في اختيار المشرف الذى سيتعامل معه وبعبارة أخرى فالمشرف مفروض على اليتيم ، ولانعني بذلك أنه لابد أن تنشأ اتجاهات سلبية من جانب اليتيم لمجرد هذا الفرض فاليتيم يبني ثقته الأولى في اللجنة نفسها بشكل عام ، أي أن اختياره للجنة يتضمن الثقة بالنسبة للأشخاص الذين يعملون فيها وإلا لما لجأ إلى هذه اللجنة طالبا العون فهو لديه على الأقل أمل في الحصول على جانب من خدماتها ، وقد يقاوم اليتيم عملية القبول فتضطرب بذلك عملية المساعدة والسبب:ـ

1 ـ شعور اليتيم بالذنب . 2 ـ سوء المعاملة من العاملين باللجنة .

3 ـ وقوع اليتيم فريسة لبعض المخاوف . 4 ـ شروط اللجنة .

5 ـ نظرة الدونية لمشرف الايتام من قبل اليتيم . 6 ـ ممارسة عمليات نفسية كالتحول والإسقاط والتبرير ...وكذلك قد يحدث لمشرف الايتام مقاومة عملية القبول والسبب ممارسته لعمليات نفسية أو ضغط العمل باللجنة ، ثورة الافراد أو استغلالهم للجنة أو مرضهم بامراض معدية او احتقارهم لمجهودات مشرف الايتام او عدم جديتهم او دلالهم الزائد واتكاليتهم ويجب على المشرف في هذه الأحوال أن يتصرف بحيث ينقل اليتيم إلى زميل آخر أو الاستعانة بالتوجيهات في مقاومة شعوره هذا ، ويرسم خطة عمل مع اليتيم تكون هادية له ويمكنه التصريح لليتيم عما في نفسه تجاه اتجاهاته ويبصر اليتيم وأن يحرص على فهم حقيقة ذاته ودوافعه ويمارس النقد الذاتي .



المبدأ الثالث

البدء مع اليتيم حيث هو

يعيش الإنسان في حياته خاضعا للظروف الاجتماعية والاقتصادية الخاصة بالاسرة والبيئة الخارجية المحيطة به ، أي أن أنماطه السلوكية هي التي تتحكم في طريق مقابلته للمواقف الجديدة ، ووقوع اليتيم تحت تأثير مشكلة من المشكلات مدلوله هو أن اليتيم فشل بقدراته الخاصة عن أن يعالج الموقف الجديد ، أي أن هذا الموقف أكبر من طاقته ، ومن هنا يجب على مشرف الايتام مراعاة التوافق بين التغير الذاتي والتغير البيئى لليتيم وأن نظرة المشرف لليتيم كانسان تنصب على الجانبين الكبيرين النواحي الشخصية أو الذاتية كالنواحي العقلية

والنفسية والجسمية والجانب الثاني هو النواحي البيئية كالأسرة والمدرسة وعوامل البيئة الخارجية والتغير الذي يحتاجه الموقف في بعض الأحيان يجب أن يكون تغييرا متوافقا .

فإدخال تعديل على البيئة دون استعداد من اليتيم لتقبله أو مسايرته يوجد فجوة جديدة ويخل بالتوازن الذي يعيش فيه اليتيم وفي هذه الحالة يعتبر هذا التعديل غير متوافق مع قدرات اليتيم ويتنافى مع البدء مع اليتيم حيث هو اذ أن أي تغير في الوسط المحيط باليتيم له رد فعل عليه مباشرة أو غير مباشرة فإذالم يكن اليتيم على استعداد للاستجابة لهذا التغير البيئي ظهرت مقاومته .
المبدأ الرابع


حق تقرير المصير

هو منح اليتيم المسئول ( ذي الأهلية ) حق التصرف الحر في شئونه الخاصة داخل نطاق اللجنة وخارجها في حدود القوانين والنظم الخاصة بكل منهما ، ويجب أن يستوثق المشرف من هذه الأمور قبل أن يترك اليتيم يتخذ قراراته ، واليتيم عندما يتقدم للجنة بطلب المساعدة لايتنازل عن حريته في اختيار الطريق الذي يفكر فيه لعلاج موقفه ، فكل انسان مسئول عن نوع الحياة التي يختارها لنفسه ، وهذا الاختيار يتوقف على نوع الحياة التي تعودها والأساليب التي تعود عليها كنمط عام في مقابلة المواقف ، وأي ارغام له على تغير هذا الاسلوب يسلبه حقه في تقرير مصيره ، ولذلك كان الاقناع الحر هو القاعدة الصلبة للإيمان الذي يؤدي إلى التغير، فاليتيم لايسلم أمره للجنة لتتصرف في شئونه ، ولكنه يريد أن يبقى حرا في اتخاذ قراراته ، فمن العبث أن يفكر مشرفى الايتام فى فرض الخطط والمشروعات فرضا على الايتام دون التخطيط السليم لاقناعهم واشعارهم بحقهم في تقرير مصيرهم، ولذلك هناك شروط أساسية نرى أن يلتزمها مشرف الايتام لمساعدة اليتيم في حسن استخدام حق تقرير المصير، هي :ـ

1 ـ ازالة جهل اليتيم بالموقف الذي يعاني منه .

2 ـ تخفيف التوترات الداخلية الناشئة عن تأثير الموقف .

3 ـ ازالة الضغوط الخارجية التي تحيط باليتيم والتي تؤثر في موقفه ،كما يجب على مشرف الايتام مساعدة اليتيم على اكتشاف مالديه من قدرات وطاقات على استغلال استعداداته ومواهبه الراكدة ،كما يجب أن اعد اليتيم على التعرف على خدمات اللجنة وشروطها ، ومصادر البيئة التي يمكنها مساعدته وتوضيح مميزات كل منها ، ومعاونته في اختيار مايشاء منها بحيث يتفق مع صالحه ولايتعارض مع صالح المجتمع وبحيث لايشعر أنه مرغوم على قبول اقتراحات مشرف الايتام بل يجب على المشرف أن يشعر اليتيم بأنه يعمل معه وليس من أجله ولتحقيق ذلك يراعى النواحي التالية :ـ



أ ـ ألا يتحمل المشرف المسئولية الكاملة في حل المشكلة بل يجب أن يكون دور اليتيم هو الاساس في العمل لا دورا ثانويا .

ب ـ الا يصر المشرف على فحص دقيق كامل للحياة الاجتماعية أو العاطفية لليتيم بدون أن يكون لذلك ضرورة لان هذا يشعر اليتيم بدوره الثانوي .

ج ـ ألا يضع مشرف الايتام مقترحاته ومعتقداته ويفرضها فرضا على اليتيم .

د ـ ألا يحاول مشرف الايتام إغراء اليتيم على اتجاه معين بالتلويح له بخدمات أو مساعدات مقابل ذلك فإن ذلك يضعف من حرية اختيار قراراته .

هـ ـ ألا يعمد مشرف الايتام اثارة قلق اليتيم حول عدم تنفيذ خطة معينة يرى مشرف الايتام من وجهة نظره الاسراع في تنفيذها دون الاعتماد على وسيلة الاقناع المنطقي الحر .



محددات حق تقرير المصير


1 ـ محددات ترجع الى اليتيم :ـ

ليس هناك طريقة او مبدأ يمكن استخدامه دائما مع كل يتيم وفي كل حاله ، إذ أن القدره على اتخاذ قرارات تختلف من شخص لآخر ، ويتوقف أعطاء اليتيم حق تقرير المصير على تفهم شخصيته وقدراته العقليه والجسميه والنفسية على التصرف ، مثال لذلك " اليتيم المنحرف الذي لايزال واقعا تحت تأثير عوامل انحرافه يرى البعض عدم اعطائه حق تقرير مصيره ، وأنه يجب على المشرف ان يشترك في اتخاذ القرار النهائي ويجب على مشرف الايتام ان لا يستأثر بحق تقرير المصير لنفسه وانما ينقله من اليتيم الى احد افراد اسرته الناضجين ذوي المسئولية في الاسرة .

2 ـ محددات ترجع الى المجتمع :ـ

توجد بعض المحددات التي ترجع الى نظم المجتمع وقيمه الاخلاقيه والقانون والسلطات الحاكمه ، حيث ان في المجتمعات توجد آراء وتقاليد وقيم يتفق الجميع على اتباعها ،وقد تكون خاصه بالنواحي الاجتماعيه او الاخلاقية او الدينية او خاضعة للقانون ، وعلى مشرف الايتام ان يدرك انها حقيقه قائمه فعلا في حياة اليتيم وبالتالي فهي تؤثر في حقه في تقرير مصيره وتحد من حرية اليتيم في هذا الشأن ، وعلى مشرف الايتام مساعدة اليتيم على قبول هذه القيم والتكيف معها .



3 ـ محددات راجعة للمؤسسة :ـ

أ ـ شروط اللجنة: ـ

ان كل مؤسسه اجتماعيه سواء عامه او خاصه لها هدف معين ولاتقوم بعمل ليس من اختصاصها اصلا ، فلا يجوز لليتيم ان يطلب خدمات او مساعدات ليس من اختصاص اللجنة .

ب ـ أتباع نظام العمل باللجنة :ـ

تشترط اللجنة لاستمرار التعامل مع اليتيم تقديم مستندات معينه اواتباع نظام معين في التعامل معها .

ج ـ امكانيات اللجنة :ـ

يحول دون تحقيق حق تقرير المصير ان اللجنة تقدم خدماتها لليتيم حسب امكانياتها في حدود مصلحة الايتام .
د ـ عدم اعطاء اليتيم الحق فى اختيار المشرف الذى يتعامل معه .


المبدأ الخامس


الســـريــة

ويقصد بها صون المعلومات الخاصه باليتيم في مجال العمل المهني والتحفظ عليها خوفا من تسربها للخارج ويجب ان يشعر اليتيم بان سرية المعلومات هي جزء من واجب مشرف الايتام لكى تزداد ثقته فيه وفي اللجنة
دور مشرف الايتام فى المحافظه على اسرار الايتام :ـ


1 ـ يجب ان يُطمئن مشرف الايتام اليتيم في اتصالاته الاولى به على سرية المعلومات التي يحصل عليها منه كما يجب ان ينتهز المواقف التي تنشأ ويظهر فيها بعض المخاوف عند اليتيم او التردد في الحديث حول موضوعات ذات اهميه لأعادة توكيد مبدأ السريه حتى يطمئن اليتيم الى الامر .

2 ـ أن لايتحدث مشرف الايتام مع اليتيم عن اسرار الايتام الاخرين حتى ولو شاء اليتيم نفسه الى ذلك لأن الحديث عن اسرار الغير يدخل الشك في نفس اليتيم حول جدية تطبيق مبدأ السريه .

3 ـ يجب ان لا يحصل مشرف الايتام من اليتيم على معلومات أكثر مما يحتاجه الموقف الذي يتعامل معه فيه ولايصر على فحص جميع جوانب حياته الاجتماعيه والانفعاليه لان ذلك يدخل الشك في نفس اليتيم حول مصيرهذا السر .

4 ـ يحتاج مشرف الايتام الى تسجيل بعض البيانات والتقارير التي تعتبر ذات اهميه بالغه ، ولكن الايتام يشعرون بقلق شديد نتيجة تسجيل هذه البيانات امامهم ، الامر الذي يدفعهم الى الحرص الشديد على اسرارهم ويخشون البوح بها لمشرف الايتام حتى لاتسجل عليهم وتظهر لديهم المقاومه نتيجة القلق من هذا التسجيل ، ولذلك يجب على مشرف الايتام ان لايسجل امام اليتيم ، واذا احتاج لتسجيل بعض البيانات الهامه التي يخشى عليها من النسيان كأسماء افراد الاسره او محل العمل او عنوان المنزل وماشابه ذلك من البيانات التي يجد من الضروري تسجيلها امام اليتيم فلابد ان يوضح لليتيم قيمة تسجيل هذه البيانات حتى

يطمئن اليتيم الى ان مشرف الايتام لايسجل عليه بعض الامور التي يرى سريتها وحتى لايصبح في موقف حذر من المشرف .

5 ـ يحتاج مشرف الايتام في بعض الاحوال للاتصال بمصادر المعلومات الاخرى التي تساعده على اتمام الصوره مثل زيارته لمدرسة اليتيم ، ومثل هذه الاتصالات تكون مشوبه عند اليتيم بالقلق لانه يخشى مايتحدث به الاخرون ، ويجب على المشرف شرح الموضوع الذي يتحدث فيه مع مصدر المعلومات وتوضيح اهمية الاتصال لليتيم والحصول على موافقته .

6 ـ الاصل في المقابله بين اليتيم ومشرف الايتام ان تكون انفراديه وعدم وجود أي شخص يخشاه اليتيم حتى يشعر اليتيم بالراحه في الحديث عن اسراره ، وهذه القاعده لااستثناءات لها الا في حالة الحاجه لعقد مقابله مشتركه بين اليتيم وبين افراد اسرته او اللجنة .

7 ـ يجب على مشرف الايتام ان لايتحدث حول الايتام الذين يعمل معهم في الاماكن العامه ولو كان لأقرب الناس اليه لأن ذلك يعوده على عدم المحافظه على سرية المعلومات .

المبدأ السادس


النقد الذاتى

أي نقض مشرف الايتام لذاته المهنيه وهي عمليه عقليه تشكل اساسا مهنيا تبدأ مع بداية عمله وتدريبه كمشرف للايتام وتستمر حتى ان يترك هذا المجال ،وتنشط هذه العمليه بقلب صفحات ماضيه المهني وهي هنا عمليه عقليه يقوم فيها الضمير المهني لمشرف الايتام باستعراض وتقديم ادائه المهني الذي يتم بينه وبين الايتام بقصد تحسين مستوى الاداء الوظيفي ، ويعتبر الاشراف على مشرف الايتام احد الوسائل الاساسيه في مساعدته على نقد ذاته ومعرفة السلبيات والعمل على ازالتها والايجابيات والعمل على دعمها .

المبدأ السابع


العلاقــــة المهنيــــة :ــ

يقصد بها التفاعل الايجابي التعاوني بين اليتيم ومشرف الايتام وتاتي اهميتها في انها :ـ

1 ـ تدريب اليتيم على تعديل انماط سلوكه .

2 ـ توفر الثقه لليتيم التي هي عامل الطمأنينه النفسيه .

3 ـ مصدر امن لليتيم يساعده على تحرير نفسه من الخوف والقلق .

4 ـ منهج للعمل بين اليتيم واللجنة وتشعره باهمية اتباع شروطها .

سمات العلاقه المهنيه :ـ

الحراره في التعامل والتركيز على ذات اليتيم ، فيها تفاعل لا انفعال ، يقودها مشرف الايتام بمهارته الناشئه عن اعداده المهني ، عقليه وموضوعيه .

اما مدلول كلمات ( التفاعل ـ الايجابى ـ التعاونى ) بين اليتيم ومشرف الايتام التى وردت فى تعريف العلاقة المهنية يقصد بها .



التفاعل

هو قدرة مشرف الايتام على التأثير في تفكير اليتيم واتجاهاته على اساس من التفكير المنطقي والتأثير العقلي وان عملية التفاعل ليست عمليه متبادله أي ان المشرف لايتأثر بالموقف فهو عامل مساعد لتنظيم تفكير اليتيم وحل الصراعات التي يتعرض لها نتيجة الموقف المتأزم الذي يعاني منه .

ولكي يصل مشرف الايتام الى هذه النتيجه يلزمه مراعاة العمليات الفنيه التالية :ـ

1 ـ يساعد على توضيح الموقف لليتيم.

2 ـ تبصير اليتيم بجوانب ذاته .

3 ـ بث الثقه بين مشرف الايتام واليتيم بتطبيق جميع مبادىء العمل مع الايتام .

الأيجابي :ـ

أي ان التجاذب السليم الخلاق الذي ينشأ عن اتجاه بناء العمل المشترك بينهما اتجاها ايجابيا وهذا هو المطلوب ، اما المشاركه الوجدانيه مثلا فهذا اتجاه سلبي مرفوض ـ وعلى كل حال فالعمليه قياسيه تربطها القواعد العلميه لهذه المهنه والايجابيه من مشرف الايتام معناها الالتزام بمبادىء المهنه وقواعدها وانه يتحرك في هذا

الاطار حسب ماتمليه عليه اتجاهاته المهنيه التي تلزمه بتقبل الايتام واحترامهم ومساعدتهم على الاحساس بحريتهم في مناقشة المواقف التي يتعرضون لها وتقدير مايرون في امرها .

التعاوني :ـ

ينحصر في ضبط معدل السرعه العام في توجيه اليتيم واكسابه المعارف المختلفه وشروط اللجنة ، والعلاقه المهنيه تتميز بما يلي :

1 ـ انها علاجيه فتصل باليتيم الى النضج الاجتماعي .

2 ـ عمليه قياديه ـ وعلى مشرف الايتام هنا ان لايستخدم سلطته في ارغام اليتيم على تنفيذ قرار لم يقتنع به وان يساعده على اكتشاف طاقاته الفعاله وان يشعره بالتقدير ولا يوجه اليه نقدا .

3 ـ حياديه والضمان لذلك التمسك بمبادىء المهنه .

4 ـ انها صله مؤسسيه أي عن طريق اللجنة فلا يجوز جعل المقابلات مثلا في مكان لايرتبط بموضوع المشكله ولا يصح تبادل الهدايا ويجب تجنب المساعدات الشخصيه والوساطه مع الالتزام بشروط ونظام اللجنة والبعد عن تقديم خدمات لاتدخل في نطاق اللجنة .

5 ـ انها مصدر امن لليتيم فهي تغرس الثقه في نفس اليتيم ويشعر بأن مشرف الايتام سند قوي له وبالحراره في المعامله الخاليه من المشاركه الوجدانيه .

6 ـ العلاقه المهنيه مؤقته ـ أي انها تنتهي بمجرد عدم تعامل اليتيم مع اللجنة وهناك بعض العوامل التي تعود لليتيم تؤثر في العلاقه المهنيه منها :ـ

1 ـ التناقض الوجداني .

2 ـ رغبة اليتيم في الاسراع بالحصول على المساعده .

3 ــ التواكل في العلاقه المهنيه .

4 ــ خوف اليتيم من تكشف بعض جوانب حياته ـ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يتبع الجزء الثاني .. لعدم سعة الصفحة. ( المقابلة وتعريفها وانواعها )
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
دليل مشرف الأيتام ج 1.. مراجعة وتقديم أ / عبده العباسي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
جماعة ابحار الادبية  :: متنوعات فكرية :: مابين العلم والأدب-
انتقل الى: